... وكان من حين لآخر يذكر بعض ما قرأ به على ابن القصاب كقوله في ذكر هايا والتورية لقالون:
وبالفتح كان يأخذ شيخنا أبو عبد الله رحمه الله، وبالإمالة اليسيرة أخذ علينا غيره(١).
وقال في الكلام عن ذكرى الدار في باب التفخيم والترقيق للراءات: فتبقى الراء في نفسها مرققة من أجل الكسرة وصلا ووقفا، وبه أخذ علينا شيخنا أبو عبد الله وغيره، وعليه العمل كما ذكر الناظم(٢). وقد ختم شرحه بقوله: وبمعرفة المخارج يعرف ما يجوز فيه الإدغام وما يمنع، على حسب قرب المخرج وبعده.
قال الشارح: قد أتيت بعون الله على ما شرطت من شرح هذا الرجز وتفسير مشكله وتبيين أحكامه وإيضاح مجمله على قدر الاستطاعة والجهد، وهو تعالى ينفع بالنية والقصد، والحمد لله أولا وآخرا على ما ألهم إليه، وله الشكر على ما من به وأعان عليه، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما(٣).
وقد اشتهر شرح الخراز شهرة بالغة، وقد زاد في أهميته إقرار الناظم له على ما فهمه من أبيات الأرجوزة وتزكيته لذلك، وقد قدمنا أنه لما أتم شرحه عرضه على أبي الحسن وهو بفاس صحبة السلطان، فتصفحه وكتب عليه طررا تشرح مقاصده وتبين الحجة فيما ذهب إليه(٤).
وقد روى هذا الشرح عن مؤلفه الكاتب الأديب أبو سعد بن عبد المهيمن الحضرمي في جملة ما رواه عنه بالإجازة، ومن هذه الطريق رواه أبو زكريا السراج، ثم رواه ابن غازي من طريقه في فهرسته(٥).
(٢) القصد النافع.
(٣) خاتمة القصد النافع.
(٤) ذكره الأستاذ سعيد أعراب في كتابه القراء والقراءات بالمغرب ٢٩.
(٥) فهرست ابن غازي ٩٩.