أما بعد فإنا قصدنا شرح الأرجوزة المسماة بالدرر اللوامع، الموضوعة في أصل حرف نافع، تأليف الفقيه المقرئ الأصولي المحقق صاحب الكلام البديع، النحوي الضابط، صاحب الخط الرفيع، أبي الحسن علي بن محمد التسولي الشهير بابن بري، وطلبني إلى هذا الشرح بعض الطلبة ممن هم أهل للقراءات، وممن أثق به بعد أن استخرت الله تعالى في ذلك سنين، ووعدتهم بذلك، وبعد قراءتها على مؤلفها سماعا منه لدي(١)، ورواية وتفهما لمعانيها، وكتب لي بذلك كله، وسألته عنها حرفا حرفا، وترددت إليه مرارا في ما أشكل علي منها، بمقرئنا ومصلاه معنا برباط مدينة تازة.
فلما رأيت العمر قد دنا، والعقول قد قصرت، استعنت بالله، وأردت أن أضع ذلك في كتاب يكون ثوابه في صحيفتي في حياتي وبعد مماتي، وإتماما للوعد، وتوكلت على الله في ذلك كله، وأسأله أن يوفقني للصواب بمنه وكرمه. ثم قال: قال المؤلف رحمه الله:
الحمد لله الذي أروثنا....
وقد ذكر في أثناء حديثه عن قراءة نافع أسماء مشيخته الذين قرأ عليهم كما قدمنا في ترجمته.
... وشرحه على العموم بسيط يكتفي فيه بحل معاني الأبيات، وقد ذكر في آخره أنه ألفه بمحضر جماعة من الطلبة ممن يفهم الرواية، ويقول: "من له سؤال يسأله ؟ ومن له اعتراض يعترضه فإني راجع إلى الحق حيثما تبين من كبير وصغير؟ ثم بعد ذلك أكرر النظر مع ما وقع من الكلام والبحث، ثم أضعه في الكراس".
قال: "وكان الفراغ منه يوم الجمعة في اليوم الأول من شهر جمادى الثانية عام ٧٢٧هـ، وكان بين ابتدائه وتمامه عامان وشهران تنقص سبعة أيام".

(١) سقط لفظ لدي من إحدى المخطوطتين اللتين اعتمدت عليهما.


الصفحة التالية
Icon