وتعتبر نسخه نادرة في الأيدي بالقياس إلى غيره، وقد وقفت منه على نسختين ببعض الخزائن الخاصة(١).
أما اعتماد الشراح له فيقتصر غالبا على نقل ترجمة الناظم ابن بري لأنه أقدم من تعرض لها، وممن اعتمدوه منهم الشيخ أبو راشد الحلفاوي ويرمز إلى شرحه بحرف "الصاد"، والشيخ الثعالبي ويرمز له بحرف الجيم.
٣- شرح أبي عبد الله المرسي.
وقد رجحت آنفا أن يكون المراد بالمرسي الخطيب الراوية محمد بن علي المتوفى ببجاية سنة ٧٢٨هـ، وأقدم من رأيته ينقل عنه من شراح الدرر هو أبو راشد الحلفاوي الذي يرمز له بحرف "س" وهو الذي ذكر التنبيه الذي نقله ابن القاضي في "الفجر الساطع" في قول ابن بري فلنكتفي منها بما ذكرنا... إلخ قال: "تنبيه: اتفق جميع الشراح على هذين البيتين... ثم ذكرهما وقال: "يعني بالشراح غير أبي عبد الله الضرير أعني "س"، لأنه شرح على ثلاثة أبيات"(٢).
وقد وقفت على النقل عنه في مواضع عديدة، منها عند قول ابن بري في باب البسملة:

وذكرها في أول الفواتح والحمد لله لأمر راجح
قال مسعود جموع عند ذكر البيت: قال المرسي: "وإن كانت من باب الدعاء كان في الكلام حشو"(٣).
وقال أيضا نقلا عنه في باب الإمالة: قال المرسي: "وإنما لم تمل الحروف لأنها مجهولة الأصل"(٤).
ولا أعلم لهذا الشرح اليوم وجودا في الخزائن الرسمية أو غيرها.
(١) نسخة للمقرئ السيد أحمد بن البشير المعروف بـ"عوينات" باليوسفية بالرباط، والأخرى بخزانة المرحوم إبراهيم أبو درار بسوق الجمعة آيت داود بحاحة من إقليم الصويرة. وتوجد من الشرح مخطوطة بالخزانة الحسنية برقم ١١٣٤١ في مجموع ١ ومنه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس برقم ٣٧٦٧ وبدار الكتب المصرية برقم ٦٣٢.
(٢) تقدم ذكر هذه الزيادة عند ذكر روايات الدرر اللوامع واختلافها.
(٣) الروض الجامع لمسعود جموع وسيأتي. والمراد بقوله: "وإن كانت" "الحمد لله".
(٤) المصدر نفسه.


الصفحة التالية
Icon