٤- شرح الدرر اللوامع لأبي عثمان بن آجانا.
هو أيضا من شروحها الأولى، ولم أقف على ترجمة للمؤلف، ولكني وقفت على إشارة تدل على معاصرته لمحمد بن شعيب المجاصي صاحب ابن بري ومشاركته له في بعض شيوخه، فقد نقل عنه أبو زيد بن القاضي في باب الإمالة عند قول ابن بري:
وفي قرى ظاهرة وجاء... إمالة الكل له أداء
فقال: "وقال الأستاذ آجانا(١): وبالإمالة كانت قراءتي على مولاي أبي عبد الله المالقي قدس الله روحه".
وقد اعتمد شرحه الشيخ أبو راشد الحلفاوي ورمز له بحرف "ج" في شرحه الآتي، كما اعتمده أبو الفضل بن المجراد(٢)، ويظهر من نقل أبي زيد بن القاضي لقوله التالي أن أبا عثمان المذكور لم يدرك الناظم أو لم يتمكن من الاجتماع به، وخاصة عند كتابة الشرح، فقد قال في قول ابن بري: "حرفان مستعل وكالمستعلي": قال آجانا: "وأما الحرف الذي هو كالمستعلي فلا أعرفه في وقتي هذا، فمن مر بهذا الموضع وفهم مراد الرجز فليلحقه هنا، فإني قد أبحت له ذلك".
فالظاهر من كلام ابن آجانا أنه لم يجد من يدله على المراد، ولو كان الناظم يومئذ حيا لرجع إليه أو وعد بذلك كما فعل الخراز والمجاصي فيما أسلفنا.
وقد نبه ابن القاضي عقب ما نقله عنه على أن المطماطي فسر الحرف الذي هو كالمستعلي بالسين من "سرر" لأنها تشارك الصاد في الصفير، والصاد تشارك الضاد في الإطباق، وهذا هو الشبه الذي أراد(٣).
٥- شرج أبي الحسن علي بن موسى بن إسماعيل المطماطي وبه شهر السلاوي.
سبق أن ترجمنا له في أصحاب ابن بري، وقد أسند "الدرر اللوامع" من روايته عنه أبو الفضل بن المجراد كما ذكر ذلك في أول شرحه.

(١) يذكره كثيرا بإسقاط لفظ "ابن".
(٢) ذكره في مواضع منها أول باب المد لوحة ٣٨ وعند ذكر إبدال همز وصل اللام مدا بعد الاستفهام وفي مواضع أخرى.
(٣) الفجر الساطع باب الراءات.


الصفحة التالية
Icon