أما شرحه هذا فهو مفقود فيما أعلم، وقد اعتمده عامة الشراح أو على الأقل نقل بعضهم عن بعض بعض أقواله، وأقدم من وجدته ينقل عنه الشيخ أبو راشد الحلفاوي، وقد سماه في أول شرحه ضمن الشروح الثمانية التي اعتمدها فيه، وذكر الرمز له بحرف "ط"، وغالبا ما ينقل عنه إعراب بعض الألفاظ ابتداء من "يسيرا" في قوله: "وأسكت يسيرا"، وقد اعتمده أبو زيد بن القاضي في "الفجر الساطع"، وغالبا ما يسوق اسمه مع مجموعة من الشراح كقوله في باب الإظهار والإدغام عند قوله: "ولهجاء جدت ليس أكثرا": وقول الناظم جدت جعله المرسي من الجود والمجاصي من الجودة، وقال المجاصي "ليس أكثر" ليس الحكم أكثر من هذا، وفيه نظر، وأحسن منه قول المرسي وآجانا والمطماطي والوارتني: "ليس المظهر عنده أكثر من ذلك".
٦- الوجيز النافع في شرح الدرر اللوامع لأبي محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن مسلم القصري القاضي نزيل سبتة (ت ٧٧٣). تقدم التعريف بصاحبه في أصحاب أبي الحسن بن سليمان بفاس، كما تقدم ذكره في جملة رواة "الدرر اللوامع" عن الناظم، وهو أحد جلة الرواة عنه، وشرحه هذا مفقود اليوم لا أعلم له وجودا.
وقد انتشرت روايته في المغرب والأندلس من طريق الراوية أبي زكريا السراج، وعنه رواه العلامة المنتوري، فقال في فهرسته: "قرأت بعضه على الراوية أبي زكريا يحيى بن أحمد السراج، وناولني جميعه، وحدثني به عن مؤلفه سماعا لبعضه ومناولة لجميعه"(١).
كما حدث به الشيخ ابن غازي من هذه الطريق إلا أن السراج قال: "قرأت بعضه على مؤلفه وناولني جميعه في أصلي منه الذي انتسخه لي من أصله، وقابله به، وبعثه لي من سبتة، بعد أن كتب لي عليه بالإجازة"(٢).
ويعتبر ابن مسلم من آخر من روى الأرجوزة عن الناظم، ويدل على ذلك ما نقله ابن المجراد عنه في باب الإمالة عند قوله: "والجار لكن فيه خلف جار" قال أبو محمد بن مسلم:
(٢) فهرسة ابن غازي ٩٩.