وقد أفادنا عند تعرضه لترجمة ابن حمدون شيخ ابن بري عن زمن تأليفه أو إملائه للكتاب، فقال متحدثا عن ابن بري: "وكانت قراءته على شيخه بتازة حتى دعاه السلطان إلى فاس، قاله الشارح، ثم قال: أي مقيده: "فللمؤلف رحمه الله منذ مات إلى عامنا هذا سبع وأربعون سنة، وعامنا هذا عام خمسين بعد سبعمائة"(١).
ويقع الشرح في هذه النسخة في مائة وعشرين ورقة أي ٢٤٠ صفحة من القطع الكبير، وفي آخر ورقة منه قوله: "كمل التقييد المبارك للفقيه الأجل الأستاذ المعظم النبيل الشيخ الأفضل أبي الحسن علي بن عبد الكريم عفا الله عنه بمنه وكرمه، بخط العبد الفقير إلى الله تعالى الغني به عمن سواه الراجي رحمة ربه وعفوه عما اجتناه محمد بن علي لطف الله به بمراكش المحروسة عشية يوم الإثنين ٢٩ من جمادى الأخيرة عام ٨٤٣، كتبه لأخيه في الله تعالى الاستاذ... الأحب الأكمل أبي علي عمر بن أحمد الدمناتي.
وتوجد من هذا التقييد نسخ أخرى منها نسخة بالخزانة الناصرية بتمكروت برقم ٢٧٠٥(٢)، وأخرى بالمكتبة الوطنية بمدريد(٣).
وقد اعتمد هذا الشرح عامة من شرحوا الأرجوزة بعده كالشبخ أبي راشد الحلفاوي الذي يرمز له بحرف "ك"، وكالشيخ أبي زيد الثعالبي الذي أحال عليه في "المختار من الجوامع" وقال: "ومن أراد الإطناب فعليه بشرحها للإمام ابن عبد الكريم صاحب "الفصول" في شرح الدرر(٤).

(١) هذه الأعداد محرفة والظاهر أن الصحيح فيها "فللمؤلف رحمه الله منذ مات إلى عامنا هذا تسع وأربعون سنة، وعامنا هذا عام ثمانين بعد سبعمائة، وهذا التصحيح ضروري لمطابقة الواقع، فيكون لفظ "تسع" قد تصحف بـ"سبع" ولفظ "ثمانين" قد تحرف "خمسين".
(٢) دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية ١٨٢.
(٣) دعوة الحق العدد ٢-١٠ شعبان ١٣٨٦ دجنبر ١٩٦٦م للباحث إبراهيم الكتاني.
(٤) المختار من الجوامع ٢-٣.


الصفحة التالية
Icon