"هذا ما قيد عن الأستاذ المرحوم أبي الحسن علي بن عبد الكريم(١) الأغصاوي رضي الله عنه وأرضاه، وأنزله منزلة الأبرار بمنه وكرمه، لا رب غيره، والخير خيره، وذلك في مجلس إقرائه على الأرجوزة المسماة بـ"الدرر اللوامع" الموضوعة في مقرأ الإمام نافع، تأليف الشيخ الاستاذ الحاذق النحوي الكاتب الأبرع أبي الحسن علي ابن الشيخ أبي عبد الله بن علي بن محمد بن الحسين الرباطي الشهير بابن بري – عفا الله ورضي عنه وأرضاه، وغفر لوالديه ونفعه بما وعى وبلغ – مما عني بجمعه وتهذيبه العبد المذنب الفقير إلى عفو ربه وغفرانه محمد بن عيسى بن محمد الوارتني – نفع الله به والديه وما أعاناه به على طلب العلم، وأدى(٢) عنه فرضهما، قال عبيد الله ابن عيسى المذكور:
سمعت أكثر ما أودعت هذا الكتاب من الشيخ أبي الحسن المقيد عنه المذكور بعد أن استأذنته في جمعه فأذن لي في ذلك - نفعه الله بما علم - فلقد أوضح السبيل، وأنار الدجى.
"وسميته بجمع المعاني الدرية والمباحث السنية في تقييد البرية" ثم قال:
قال الأستاذ أبو الحسن رحمه الله: الحمد لله الذي أورثنا كتابه وعلمه علمنا.
قال الشيخ عفا الله عنه: "جرت عادة المؤلفين - رضي الله عنهم - أن يبدأوا كتابهم(٣) بالكلام على البسملة على جهة التبرك بأسماء الله تعالى وصفاته، فكل واحد يتكلم فيها على حسب ما يريد أن يشرع فيه قال: ونحن نتكلم فيها كلاما مختصرا على إرادة البيان والتبرك بها، والكلام فيها في خمسة فصول.

(١) في المخطوط "هنا ما قيد عن الاستاذ المرحوم أبي عبد الله محمد بن عبد الكريم الأغصاوي"، وهذا ولا شك تحريف من بعض النساخ، ويدل على أن الصواب هو كما أثبتناه ما سيأتي من قوله "سمعت أكثر ما أودعت هذا الكتاب من الشيخ أبي الحسن المقيد عنه المذكور بعد أن استأذنته" إلخ.
(٢) في الأصل "وودي" وهو استعمال دارجي.
(٣) كذا، وقد تقدم في التقييد السابق بصيغة الجمع.


الصفحة التالية
Icon