ولم أقف لمؤلفه على ترجمة، إلا أني وجدته في شرحه ينقل عن شيخه أبي عبد الله القيسي شيخ الجماعة بفاس (ت ٨١٠) كما سيأتي.
وشرحه المذكور شرح موجز، إلا أنه مفيد بمسائله وما اختص بإيراده من المباحث، وعلى الأخص مما ينقله عن رجال مدرسة أبي الحسن بن سليمان كالإمام أبي عبد الله الصفار وتلميذه القيسي.
وتوجد من الشرح نسخة بالخزانة العامة بالرباط(١)، وأخرى بالخزانة الحسنية(٢) وهي التي اعتمدتها ويقع في هذه النسخة في ٦٤ ورقة من القطع المتوسط، وقد كتب على أول ورقة منه بظاهرها مجموعة الرموز التي يرمز بها للشروح التي ينقل عنها وهي هكذا "جز" لآجانا والخراز على الترتيب، "مك" لابن مسلم وابن عبد الكريم، "صس" للمجاصي والمرسي، "وط" للوارتني والمطماطي، وأول المخطوطة قوله:
"قال الشيخ الفقيه المقرئ النحوي أبو راشد يعقوب الحلفاوي رحمه الله تعالى:
الحمد لله الذي أورثنا... كتابه وعلمه علمنا
ثم شرع في حل معنى الألفاظ في البيت فقال: "الحمد لله" أي: الحمد ثابت لله الذي أورثنا وعلمه علمنا، ثم قال: الحمد والمدح بمعنى واحد، والحمد أعم من الثناء، وقيل بالعكس، وهو ايضا أعم من الشكر.. قوله "لله"، قال "ز": "هذه الكلمة التي هي "الله" اسم للمعبود بالحق سبحانه لا تقع على غيره.. هكذا يتتبع مباحث الألفاظ، إلا أنه من حين لآخر يتوسع في الاستدلال والاستطراد كقوله عند قول ابن بري: "وخير من علمه وعلمه" بعد أن ذكر حديث الباب "خيركم من تعلم القرآن وعلمه":
وقد نظم هذا الحديث الشيخ الفقيه أبو مروان عبد الملك بن موسى رحمه الله فقال:
تعلم كتاب الله والزم تفهما... تنل شرفا عند الإله ومكرمة

(١) رقمها ٣٣٤٣.
(٢) رقمها ٦٠٦٤.


الصفحة التالية
Icon