- فمن ذلك مثلا : قوله بتفاوت القراء في مراتب المد حتى في المد المعروف بالطبيعي أو "القصر"، وذلك بحسب قراءة القارئ بالتحقيق أو الحدر أو التوسط بينهما، وسيأتي ذكر مناقشة ابن المجراد له في ذلك.
- ومن ذلك أخذه بالقصر في الوقف لورش في باب "لا ريب" و"الغيبب"والحسنيين"، نقل أبو زيد ابن القاضي عنه قوله ناقلا لمذاهب الأئمة الثلاثة :"مذهب الشيخ والإمام القصر، وبه لا غير قرأت في طريق الحافظ أيضا وبه آخذ في الطرق الثلاثة"(١).
٣- كتاب التجريد :
ولعله أوسع كتبه مادة، ذكره له الإمام المنتوري وقال فيه "التجريد الكبير" للأستاذ أبي الحسن علي بن سليمان القاضي، جرد فيه الخلاف بين الأئمة الثلاثة: أبي عمرو الداني وأبي محمد مكي وأبي عبد الله بن شريح" ثم قال المنتوري: "قرأت جميعه في أصل المؤلف الذي بخط يده، وعلى الأستاذ أبي عبد الله محمد بن محمد بن عمر، وحدثني به عن مؤلفه سماعا"(٢).
ولعله الكتاب نفسه الذي نقل عنه العلامة ابن المجراد في باب المد من شرحه على "الدرر اللوامع" عند ذكر الخلاف في المد المنفصل في قول ابن بري: والخلف عن قالون في المنفصل"، قال ابن المجراد: "أخبر أن قالون اختلف عنه في المد للهمز المتأخر والمنفصل هل يمد لأجله أم لا ؟ ومفهومه أن ورشا لا خلاف عنه في مده وهو كذلك، وما ذكره الأستاذ أبو الحسن بن سليمان في "الخلاف الكبير" له بين الأئمة الثلاثة أبي عمرو وأبي محمد مكي وأبي عبد الله (٣)من أن الأصبهاني يروي عن ورش القصر فيه، فليس بمشهور، فلذلك لم يذكره المصنف"(٤).

(١) - نقله في الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع عند قول ابن بري :"وقف بنحو سوف ريب عنهما..".
(٢) - هرسة المنتوري لوحة ١١.
(٣) - كذا بسقوط لفظ "ابن شريح" ولعله من الناسخ.
(٤) - إيضاح الأسرار والبدائع لابن المجراد لوحة ٤٤ (باب المد).


الصفحة التالية
Icon