هكذا سماه ابن المجراد "الخلاف الكبير"، وسماه في باب الزوائد "التجريد" عند ذكر الخلاف لقالون في قوله "فما ءاتاني الله" في سورة النمل، وقال في ذكر الاختلاس في فرش الحروف :"وقال ابن سليمان في "التجريد" "الإخفاء أقرب إلى الساكن من الاختلاس، والاختلاس أقرب إلى التحريك من الإخفاء، وكلاهما وسط بين التحريك التام والإسكان".
ونقل عنه محمد بن عيسى الوارتيني في شرحه على ابن بري في مواضع قال في بعضها "صح من التجريد"، ونقل منه في بعضها دون تسمية الكتاب كما نجد ذلك في باب المد منه.
ونقل منه الشيخ عبد الرحمن أبو زيد الثعالبي في شرحه على ابن بري أيضا عند ذكر "عاد الاولى" في باب المد فاكتفى باسم المؤلف ونقل قوله دون تسمية الكتاب فقال :"وعبارة أبي الحسن علي بن سليمان القرطبي قال :"ذكر الحافظ أبو عمرو الداني عن ورش في الابتداء ب"الأولى" من قوله تعالى " عاد الاولى" وجهين : أحدهما "الاولى" بهمزة الوصل مع النقل فلا يعتد بالعارض، وهو تحريك لام التعريف بحركة الهمزة، والثاني بحذف ألف الوصل فيعتد بالعارض، كقولهم "لحمر جاءني"(١).
وقد نظم الإمام أبو القاسم التازي أهم مسائل الخلاف الأدائية التي ذكرها ابن سليمان في تجريده هذا في أرجوزته "الدرة السنية" التي ذيل بها على "الدرر اللوامع" لابن بري لبيان المشهور من الأوجه التي ذكرها - كما سنقف عليها بعون الله - وأشار إلى مصدره في ذلك بقوله :

وكل ما أتى في ذا التقييد منظما صح من"التجريد"
وقد وهم في قوله هذا بعض المعاصرين فقال مشيرا إلى "الدرة السنية": وقد لخص فيها "كتاب التجريد" للداني ثم ذكر البيت أعلاه(٢).
(١) - المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع للثعالبي ٦٣ وقد تحرف فيه المثال :"لحمر جاءني "إلى لفظ" بحر جاءني".
(٢) - القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب ٣٣.


الصفحة التالية
Icon