وقد تقدم لنا ذكر "كتاب التجريد" لأبي عمرو الداني، وكتاب "التجريد في القراءات السبع" لابن الفحام، وكتاب ابن سليمان هذا هو غيرهما، ولعله لذلك سماه "التجريد الكبير" من باب التمييز، كما أنه متأخر بما يربو على قرنين ونصف من الزمان.
وقد ظل النقل عن "التجريد" لابن سليمان معروفا إلى المائة الحادية عشرة حيث وقفت على تقييد للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الرحماني قيده عن شيخه محمد بن سليمان البوعناني في شهر صفر من سنة ١٠٣٨هـ نقل فيه عن "التجريد"لابن سليمان(١).
وقد أسنده قبل دلك الإمام ابن غازي (ت ٩١٩) في جملة مروياته عن شيخه أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن يحيى بن أحمد السراج قال :"أخبرني به عن أبيه عن جده عن الوانغيلي(٢) وابن عمر عن مؤلفه أبي الحسن"(٣) ولا أعلم لكتاب "التجريد" لأبي الحسن اليوم وجودا، ولا رأيت أحدا من المتأخرين ينقل عنه أو يذكره في مروياته.
٤- مختصر التجريد :
هو من تأليف المؤلف نفسه، ذكره له الشيخ ابن غازي في جملة كتبه التي رواها كما ذكره صاحب السلوة(٤).
٥-
ترتيب الأداء وبيان الجمع بين الروايات في الإقراء:
هو من أشهر كتبه، أشار إليه ابن الجزري في ترجمته بقوله: "وألف كتابا في كيفية جمع القراءات"(٥)، وذكر في "منجد المقرئين" قوله: "وقد بلغني أن شخصا من المغاربة ألف كتابا في كيفية جمع القراءات"(٦).

(١) - وقفت على التقييد في مجموع بخط الرحماني المذكور فيه إجازات البوعناني المذكور وابن القاضي له بالسبع وغيرها مخطوط بالخزانة العتيقة لأوقاف آسفي.
(٢) - سيأتي التعريف بالوانغيلي وابن عمر في أصحاب أبي الحسن
(٣) - فهرسة ابن غازي ١٠٠-١٠١.
(٤) - فهرسة ابن غازي ١٠١، وسلوة الأنفاس ٣/١٤٩.
(٥) - غاية النهاية ١/٥٤٤، ترجمة ٢٢٢٩.
(٦) - منجد المقرئين ١٢ والظاهر أنه يعنيه.


الصفحة التالية
Icon