هذه الأرجوزة أكثر ارتباطا من غيرها بأرجوزة ابن بري، بل تعتبر بمنزلة التكملة لها، ولذلك سماها بـ "التفصيل" وكأنه يريد بها شرح ما ذكره ابن بري مجملا، ولهذا نجده لا يفتأ يحيل عليها في أبياته، كقوله في باب البسملة:

ومن سوى الأزرق بين السور مبسمل، وما بقي في "الدرر"
وكقوله في باب الهمزتين:
وقبلها إسحاق والمفسر وقد وفت بالمروزي "الدرر"
وقوله في باب الزوائد:
وكل ما لنافع في "الدرر" من زائد فكلهم به حري
وقد قامت على أرجوزة ابن غازي هذه أنشطة علمية كثيرة في شرحها والتعليق عليها والإفادة منها - كما سيأتي في فصل التعريف به - وكلها تعتبر من امتدادات التأثير الذي لأرجوزة ابن بري، لأنها كانت محور هذه الأعمال وباعثة على ما اقترن بها أو وضع عليها من شرح وبيان.
٦٢- تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عن نافع لعبد السلام بن محمد المدغري التازناختي الفيلالي:
ومما يدخل في هذا المضمار مما نظم على الدرر اللوامع وتفصيل ابن غازي أرجوزة "تكميل المنافع" للمدغري وهو من تلامذة أبي سرحان مسعود جموع السجلماسي ثم الفاسي صاحب "الروض الجامع في شرح الدرر اللوامع" والمتوفى بسلا سنة ١١١٩هـ.
ولهذا المقرئ مؤلفات أخرى أكثرها في الطرق العشرية عن نافع، وكلها تدخل في النظم على منوال صاحب الدرر اللوامع.
فأما أرجوزته هذه فأرجوزة قيمة ومستوعبة للطرق المعتمدة في "العشر الصغير"، وتبلغ أبياتها ١٠٧١.
وأولها قوله:
يقول راجي عفو خالق الأنام نجل محمد عبيد للسلام
وجده مثل أبيه تسمية وجد ذا علي خذه توفية
وعزوه للجد ذا به عهد المدغري وبتازناخت ولد
إلى أن يقول:
وبعد فالقصد بذا النظام مقرأ عشر نافع الإمام
ثم يقول فيما يهمنا:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
ونظم ذا يكون كالتكميل لدرر ابن بري "والتفصيل"
لنجل غازيهم إمام العلما أكرم به من سيد بل بهما
لأنني أدخلت نظمي منهما بعضا من الأبيات فافهم واعلما
وربما استشهدت يا أناسي ببعض أبيات لبعض الناس