كالداني والخراز والفخار(١)... وغيرهم كصاحب الأنوار(٢)
"فجئت منه بالذي يطرد... ثم فرشت بعد ما ينفرد
"في رجز مقرب مشطور... لأنه أحظى من المنثور
"يكون للمبتدئين تبصرة... وللشيوخ المقرئين تذكرة"
ثم قال بعد أبيات:
سلكت مسلك الإمام الداني... و"صاحب الأنوار" ذي الإتقان
حسبما قرأته بفاس... على الإمامين لجمع الناس
إدريسنا الشريف(٣) ذي المعالي... حسنة الأيام والليالي
والمقرئ المحقق الفصيح... ذي السند المقدم الصحيح
مسعودنا جمّوع الأريب... العالم المعلم الأديب
وطريقته في الأرجوزة أن يتناول الأحكام من خلال الملاءمة بين الشواهد الدالة عليها في عدد من الأرجوزات وفي طليعتها "الدرر اللوامع"، والغالب أن يكون البيت الأول الذي يصدر به في الباب من هذه الأرجوزة وربما استدل بشطر واحد منها أو من غيرها. كقوله في باب البسملة في أول السور:
وحكمها الوجوب في ابتداء... لمقتضى نص ذوي الأداء
كالشاطبي في الحرز للأماني... لقوله "لابد"(٤) خذ بياني
وكابن بري العالم النحرير... في "درر"، والداني في "التيسير"
وهذه نماذج من إشاراته إلى أرجوزة ابن بري في هذه الأرجوزة تدل على مبلغ استفادته منه.
قال في باب المد عند ذكر المد المنفصل:
"منفصلا فاقصره لا ليوسف... وعتق والمروزي في الأعرف
وكبرى قل للأخوين تعطى... والقصر للمروزي بعد الوسطى
وخلفه علله ابن بري... بعدم الهمز بوقف يجري
وقال في باب الفتح والإمالة:
"وهاء" "طه" محضن للأزرق... كما أتى في "درر" والعتقي
قلله مع ابن سعدان الرضا... وغيرهم بالفتح فيه قد مضى
وقال في باب الراءات:

(١) يعني في تحفة المنافع.
(٢) يعني صاحب "أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريف" لمحمد بن أحمد بن أبي القاسم بن الغازي الجزولي الحامدي صاحب محمد بن يوسف التملي، كما أخذ أيضا عن الإمام ابن عاشر كما صرح به في أوله.
(٣) يعني إدريس بن محمد الحسني المعروف بالمنجرة (ت ١١٣٧).
(٤) يعني "ولا بد منها في ابتدائك سورة".


الصفحة التالية
Icon