وهكذا سار في سائر الأرجوزة، مما تعتبر معه أرجوزته من الأمثلة النفيسة في محاذاة الدرر اللوامع وتفصيل ما تعرضت له من مسائل وأحكام.
وقد ختمها بذكر تاريخ نظمها فقال:
وعامه ألف وأربعونا... ومائة وخمس الأربعينا(١)
ومن أراجيزه في هذا المعنى:
٦٣- أرجوزة "روض الزهر في الطرق العشر عن نافع".
وقد استهلها بقوله:
يقول عبد السلام المدغري... الراجي عفو ربه المقتدر
أحمد ربي مصليا على... محمد وآله ومن تلا
وهاك ما الأخذ به قد اشتهر... عن الرواة العشر إن خلف ظهر
مما بوجه أو وجهين وما... أخر منهما وما تقدما
عنيت عشر طرق لنافع... أبي رؤيم الإمام الخاشع
مسميا له بروض الزهر... في عشر طرق نافع ذي السر
ومن أبياته التي استدل فيها بدرر ابن بري قوله في باب الإمالة والفتح:
وهاء "طه" محضن للأزرق... كما أتى في "درر" والعتقي
أتانا بالتقليل فيها وكذا... سليل سعدان، وبالفتح خذا
وقال في فرش الحروف:
"تامنا فاخف للإمام نافع كما أتى في "الدرر اللوامع"(٢). ومن هذا القبيل أيضا للإمام المضغري مما نهج به نهج الدرر اللوامع:
٦٤- أرجوزة "نور الفهم في الخلاف بين ورش وقالون".
وأولها قوله:
قال الفقير عابد السلام... المرتجي مغفرة السلام
وقد سلك فيها مسلك ابن بري في عرض مسائل الوفاق والخلاف بين ورش وقالون، إلا أنه زاد عليه بذكر ما عليه العمل في المختلف فيه، كما ختمها بذكر كيفية الجمع بن الروايتين في الإرداف فقال:
قد تم ما الوعد به تقدما... وها أنا أتبعه متمما
بصنعة الإرداف إن قد جمعا... ورش وعسى في الأداء فاسمعا
فابدأ بورشهم وعثمان اسمه... وامض به إلى انتهاء ما له
(٢) يمكن الرجوع إلى الأرجوزة في مخطوطتها التي وقفت عليها بالخزانة الحسنية برقم ١١٩.