وإذا قرأت على هذه الصورة فلاتكرار في هذه القراءات، لأن كل واحدة منها ممتازة على غيرها بما اختصت به مما ذكرنا، ولا محذور فيها أيضا مما ذكرنا ـ وبالله التوفيق ـ وسميته "ترتيب الأداء، وبيان الجمع في الإقراء" "وبالله أستعين على ماقصدت"".
وقد قسم أبو الحسن كتابه إلى بابين :
الأول : باب ترتيب الأداء وما يتعلق به من أحكام التلاوة.
والثاني : بيان الجمع بين القراءات وما يحذر فيه من الإخلال باللفظ والمعنى وتخليط الروايات.
وقد تناول في الأول الأحكام المتعلقة بالأداء المطلوب فبين أن القراء قد أجمعوا على التزام التجويد في التلاوة وحصروا مخارج الحروف وصفاتها، وبينوها بيانا شافيا، إلا أنهم اختلفوا في صفات التلاوة من حيث الترتيل والحدر والتوسط... ثم ذكر قراءة كل فريق من القارئين بالأنماط الثلاثة، وأن لكل وجها من النظر ودليلا من الشرع ـ كما تقدم ـ مع ترجيحه الأخذ بالترتيل في التعليم، ثم يأتي بعده الحدر في المرتبة. ثم انتقل إلى ذكر طبقات المد عند أئمة القراءة من السبعة، فقسمها إلى خمس:
؟ الأولى طبقة الترتيل والتحقيق، وهي لحمزة ونافع في رواية ورش عنه.
؟ والثانية طبقة من مال إلى التحقيق والترتيل وهي لعاصم وحده.
؟ والثالثة طبقة من لم يمل إلى أحد الطرفين، وهي لابن عامر والكسائي.
؟ والرابعة طبقة من مال إلى الحدر، وهي لأبي عمرو في رواية الدوري عن اليزيدي عنه، ولقالون في رواية أبي نشيط عنه.
؟ والخامسة طبقة أهل الحدر والهذ، وهي لابن كثير، ولأبي عمرو في رواية السوسي عن اليزيدي عنه، ولقالون في رواية الحلواني".


الصفحة التالية
Icon