ثم أخذ في الحديث عن تفاوت مراتب المد في الإشباع والتطويل على قدر قراءات القراء وتمهلهم وحدرهم "فليس مد من يتمهل ويرتل كمد من يسرع ويحدر، ونبه على أن اختلاف القراء المعروف إنما هو في المد من حيث هو طبيعي ومزيدي، إذ لو كان اختلافهم في الزيادة خاصة دون الطبيعي لذكر الإشباع وسببه، وهذا بين لمن تأمله وأنصف".
ثم ساق نصا طويلا في شرح مختلف أنواع القراءة ذكره أبو جعفر بن الباذش في كتاب "الإقناع" فقال: "حدثني أبو الحسن بن كرز بقرأتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم بن عبد الوهاب قال: قال لي شيخنا الأهوازي: "اعلم أن القرآن يتلى(١) على عشرة أضرب: بالتحقيق وباشتقاق التحقيق، وبالتجويد، وبالتمطيط، وبالحدر، وبالترعيد، وبالترقيص، وبالتطريب، وبالتلحين، وبالتحزين".
"قال ـ الأهوازي ـ وسمعت جماعة من شيوخنا يقولون: لا يجوز للمقرئ أن يقرئ منها(٢) بخمسة أضرب: بالترعيد والترقيص والتطريب والتلحين والتحزين، وأجازوا الإقراء بالخمسة الباقية، إذ ليس للخمسة أثر ولا فيه نقل عن أحد(٣) من السلف""(٤).
ثم بعد شرح المراد بالترعيد والترقيص وباقي الأضرب الممنوعة في القراءة انتقل إلى شرح الأضرب الجائزة فقال: "وأما الحدر فإنه القراءة السهلة السمحة الرتلة العذبة الألفاظ اللطيفة (٥)المعنى، التي لا يخرج فيها القارئ(٦) عن طباع العرب.. قال :"والحدر عن نافع، إلا ورشا، وابن كثير وأبي عمرو".

(١) - في الإقناع "يقرأ"-الإقناع ١/٥٥٥.
(٢) - سقط من الأصل "منها" وقال "يقرأ" بدل يقرئ، والتصويب من الإقناع ١/٥٥٥.
(٣) - في الأصل المخطوط "عن واحد"، وما أثبته عن الإقناع وهو أحسن وأدق.
(٤) - الإقناع ١/٥٥٥.
(٥) - في الأصل "الطيبة"، والتصويب من الإقناع ١/٥٥٩.
(٦) - في الإقناع ١/٥٥٩ " التي لا تخرج القارئ فيها عن طباع العرب".


الصفحة التالية
Icon