"وأما التجويد فهو أن يضيف إلى ماذكرت في الحدر مراعاة تجويد الإعراب وإشباع الحركات وتبيين السواكن وهو على نحو قراءة ابن عامر والكسائي".
"وأما التمطيط فهو أن يضيف إلى ما ذكرت زيادة المد في حروف المد واللين، مع جري النفس في المد، ولا تدرك حقيقة التمطيط إلا مشافهة، وهو على نحو ما قرأت به عن ورش عن نافع من طريق المصريين عنه".
ثم قال في استيفاء باقي الأقسام:
"وأما اشتقاق التحقيق فهو أن يزيد على ما ذكرت من التجويد روم السكوت على كل ساكن ولا يسكت، فيقع للمستمع أنه يقرأ بالتحقيق".
"وأما التحقيق فهو حلية القراءة وزينة التلاوة(١) ومحل البيان، ورائد الامتحان، وهو إعطاء الحروف حقوقها وتنزيلها مراتبها، ورد الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، ولطف النطق به، ومتى ما غير ذلك زال الحرف عن مخرجه وحيزه"(٢).
ثم انتقل أبو الحسن بن سليمان إلى القسم الثاني من كتابه إي: إلى "باب بيان الجمع بين القراءات وما يحذر فيه من الإخلال باللفظ والمعنى وتخليط الروايات، فقال:
"اعلم أن ثمرة الجمع بين القراءات إنما هي الاختصار وعدم التكرار لغير موجب، وأما التكرار لموجب فلا بد منه لاختلاف الروايات....(٣).

(١) -من هذا اللفظ أخذ ابن الجزري قوله في "المقدمة" :"وهو أيضا حلية القراءة وزينة الأداء والتلاوة".
(٢) - النص بتمامه مع تفاصيل أخرى وتعليقات لابن الباذش في كتاب الإقناع ١/٥٥٤-٥٦٢.
(٣) - تقدم نقل أبي العلاء المنجرة لهذا النص في كتابه "نزهة الناظر والسامع".


الصفحة التالية
Icon