ثم انتقل إلى التمثيل فقال: "فمن الاختصار في الجمع بين الروايات كثرة المواقف الجائزة، لأنه يسقط بها كثير من التكرار، فإن كان في ذلك مد مشبع أو متوسط قرأه لورش بالترتيل، وكذلك لحمزة... وقرأه لقالون بالحدر من أجل المد أيضا، وكذلك لسائر القراء غير ورش وحمزة، لأنهم مشتركون في جواز الحدر لكل واحد منهم... قال: "ويفصل بين الروايات بالوقف على الأولى دون الثانية، ولا يفرق بين العامل والمعمول والتابع والمتبوع والصلة والموصول والمضاف والمضاف إليه والمعطوف والمعطوف عليه".
ثم انتقل إلى التطبيق على ذلك فقال: "فإذا قرأت لنافع جمعا بين روايتي ورش وقالون عنه أو لغيره من السبعة جمعا أيضا بين روايتين مثلا آية الاعتبار من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار... إلى قوله تعالى "لقوم يعقلون"، فتقرؤها كلها إلى آخرها لورش بالترتيل من أجل المد كما ذكر قبل، ولا تقف على شيء من أصناف المخلوقات المذكورة فيها دون ما بعدها، فتفرق بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراكهما في الإعراب والحكم، وهو الاعتبار بوجودها على ما هي عليه من صفة الإحكام والإتقان وغير ذلك.. وتقرؤها ثانية لقالون بالحدر، من أجل المد كما تقدم".


الصفحة التالية
Icon