"وإن كنت قارئا هذه الآية بالجمع الكبير بين القراء السبعة، فتدخل مع قالون في هذه الكرة ابن كثير وأبا عمرو وابن عامر وعاصما، لاشتراكهم في جواز الحدر لهم كما تقدم، إلا أنك تقرأ لأبي عمرو وحده صدر الآية إلى قوله "والنهار" فتميله له، وتقف كمن انقطع نفسه، ثم ترجع من أول الآية إلى قوله "والنهار" فتفتحه لغيره، وتشرك معهم أبا عمرو في باقي الآية إلى آخرها، فتردفه عليهم، ثم تقرؤها كرة ثانية لحمزة بالترتيل من أجل المد كما تقدم، تضيف إلى ذلك السكوت على لام المعرفة من "الأرض" في المواضع الثلاثة، وفتح "فأحيا" وترك الغنة لخلف في قوله "لقوم يعقلون"، ثم تكرر قوله "لآيات لقوم يعقلون" بإبقاء الغنة لخلاد، فتردفه على خلف، لاشتراكه معه في أول الآية إلى قوله "لقوم" ثم تقرؤها كرة رابعة للكسائي بالحدر كما تقدم، إلا أنك تقرأ صدرها للدوري بإمالة "النهار"، وتقف كما فعلت معه في قراءه أبي عمرو بن العلاء، ثم ترجع فتقرأ ذلك لأبي الحارث بفتح "النهار"، وتشرك بينهما في باقي الآية بإمالة "فأحيا"، ولا تغفل عن اعتقاد تشريك من ذكر تشريكه مع غيره في كرة منها فتكون قارئا بعض القراءات السبع لا كلها، مع إيهام ذلك البعض، لاختلافه باختلاف المواضع ولا تعد تكرارا إعادة ما لا خلاف فيه بين القراء مما وقع في أثناء الآية وإن كان لفظا مركبا مفيدا، كقوله "والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس"، لأن له فائدة عظيمة.


الصفحة التالية
Icon