وهذه نهاية كتابه، وقد اعتمدت في عرضه على مخطوطة منه بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم ٢٩٨٨د(١)، ثم وقفت على نسخة منه بخزانة تطوان، وهو مسجل بها تحت رقم ٨٨١(٢).
ولا تخفى أهمية الكتاب في توجيه مسار القراءة في المغرب فيما يخص الطريقة التي غلبت على المدرسة المغربية منذ أول المائة الخامسة تقريبا، وهي الأخذ بأسلوب الجمع في الأداء، وذلك بعد أن يكون القارئ قد تأهل لذلك بالقراءة بالإفراد، وتعرف على أصول كل قارئ ومذاهبه، ووقف على اختلاف القراءات والروايات والطرق، إذ لم يكن يسمح بالجمع- كما قدمنا- إلا لمن أفرد القراءة على إمام معتبر ومهر فيها، ثم أراد أن يجمع بين أكثر من قراءة أو أكثر من رواية اختصارا للوقت واستكثارا من الشيوخ وتوثيقا لما قرأ به.
وقد اعتبره بعض من كتبوا في الموضوع أقدم من ألف من المغاربة في جمع القراءات(٣). والحق أنه مسبوق إلى ذلك، فقد ألف قبله في الموضوع أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن محمد بن مسعود القيسي البسطي الأندلسي سكن مدينة فاس، وقد ترجمنا له في مشيخة الإقراء بها(٤)، وقد ذكر ابن عبد الملك المراكشي أنه "كان متقدما في تجويد القرآن وإتقان حروفه، أقرأه بفاس وغيرها.. قال: "وله في القراءات مصنف مفيد سماه "الاستدلال على رفع الإشكال، في جمع القراءات، وتبيين المعاني المبهمات"(٥).

(١) - تقع المخطوطة في مجموع ما بين الصفحة ٤٠٤ منه وبين ٤٢٠ من القطع المتوسط مسطرته ٢٧، وقد أكلت الأرضة يسيرا من السطور الأولى من صفحاته وقد أمدني أولا بوصف لهذه النسخة الأستاذ عزوزي حسن من كلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية بالرباط جزاه الله خيرا..
(٢) - فهرسة مخطوطات الخزانة ص ١٢٢.
(٣) - سعيد أعراب في كتابه "القراء والقراءات بالمغرب ٦٥-٦٦.
(٤) - يمكن الرجوع إلى ترجمته في العدد الثاني عشر من هذه السلسلة.
(٥) - الذيل والتكملة السفر الخامس المجلد ١/٢٥٤-٢٥٥ ترجمة ٥١٣.


الصفحة التالية
Icon