ولما كان المؤلف قد عاش في أول المائة السادسة إذ قرأ عليه الخطيب أبو محمد القاسم ين محمد بن الطويل المتوفى في حدود ٥٦٠هـ(١)، فإنه يكون قد تقدم إلى التأليف على أبي الحسن بنحو القرنين من الزمان.
وقد ذكرنا أيضا تعرض أبي الحسن علي بن عمر القيجاطي لموضوع "الجمع بين القراءات وشروطه" في قصيدته "التكملة المفيدة"، ثم في شرحه الذي وضعه عليها، وهو معاصر لأبي الحسن بن سليمان مشارك له في بعض شيوخه كأبي جعفر بن الزبير وغيره، وقد توفي مثله في سنة ٧٣٠ هـ بغرناطة، ومذهبه "الجمع بالحرف" لا بالوقف على عكس أبي الحسن.
٦- كتاب المنافع:
هو أيضا من كتبه في القراءات، ولعله خاص بقراءة نافع، فيكون اسمه "المنافع في قراءة نافع"، وبه جاء عنوانه في فهرسة ابن غازي في جملة مروياته التي رواها من كتبه من طريق أبي زكريا السراج(٢) ويحتمل احتمالا قويا أن يكون المراد به الكتاب التالي :
٧- كتاب تهذيب المنافع في قراءة نافع :
ولم يذكره ابن غازي في كتبه، وإنما ذكر ما قبله، وتبعه صاحب السلوة في ذلك(٣)، وهو من كتبه المشهورة بالاسم الذي أثبتناه، والنقل عنه مستفيض في كتب المتأخرين وخصوصا شراح الدرر اللوامع كابن المجراد وابن القاضي ومسعود جموع وسواهم.
فمن نقول ابن المجراد عنه في شرحه قوله حين ذكر الخلاف في مقدار مد الصيغة والتفاوت فيه بين ورش وقالون: "واختار هذا القول الأستاذ أبو الحسن بن سليمان في كتابه المسمى ب"تهذيب المنافع، في قراءة نافع" حيث قال – وهو يعني مد الصيغة- :"بحسب قراءة القارئ من حيث الترتيل والهذ، فمد الصيغة لورش ليس كمد الصيغة لقالون، لأن ورشا يرتل قراءته فيشبع الحركات ويمطط الحروف، وقالون يهذ في قراءته فلا يشبع الحركات ولا يمطط الحروف مثله "قال ابن المجراد :

(١) - غاية النهاية ٤/٢٤ ترجمة ٢٦٠٥ وقراءة محمد بن قاسم عليه مذكورة في الذيل والتكملة ٥/١/٢٥٥.
(٢) - فهرسة ابن غازي ١٠١.
(٣) - سلوة الأنفاس ٣/١٤٩.


الصفحة التالية
Icon