ويظهر أن أبا الحسن لم يضع لها اسما خاصا مختصرا تعرف به، ولذلك اختلفت أسماؤها في المصادر، فمنهم من يسميها "نظم التعريف"(١)، ومنهم من يسميها "مختصر التعريف"(٢)، ومنهم من يسميها "التعريف الصغير(٣) وهي أرجوزة مزدوجة تقع في ١٤٩ بيت نظم فيها مسائل الخلاف بين الطرق المذكورة عن ورش وقالون اعتمادا على كتاب "التعريف في اختلاف أصحاب نافع" لأبي عمرو الداني(٤). ونظرا لصلتها الوثيقة بموضوع بحثنا ومكانتها في إبراز أثر ناظمها في التمكين لقراءة نافع من خلالها إلى جانب ما قدمنا من مؤلفاته، وأهميتها أيضا في هذا الطور في وصل المنطقة المغربية مرة أخرى بقطب "المدرسة الأثرية" أبي عمرو الداني صاحب "التعريف" الذي عليه المدار فيها، نسوق إلى القارئ الكريم نصها الكامل ثم نتبعه بذكر أثرها في الميدان وما قام حولها من نشاط علمي، وهذا نصها كما حاولت تحقيقه اعتمادا على نسختين مصورتين عن أصلين عتيقين غير مؤرخين(٥).
وهذا نص الأرجوزة مصدرا بالديباجة الموحدة بين النسختين:
قال الشيخ الأستاذ أبو الحسن علي بن سليمان رحمه الله تعالى ورضي عنه آمين:
الحمد لله القديم الباقي... الواحد المهيمن الخلاق
نحمده الحمد الذي لا يفتر... وكل قول دونه فأبتر

(١) - ينقل عنها ابن القاضي كثيرا في الفجر الساطع فيقول "وقال ناظم التعريف" كما في باب المد (مد المنفصل).
(٢) - يذكرها بذلك ابن القاضي أيضا كما في الوقف على باب سوف وريب من الفجر الساطع، ويسميها الجزولي في كتابه "أنوار التعريف" في باب إبدال الهمز منه بهذا ومرة بذاك.
(٣) - سيأتي ذكر شرح عليها باسم "الكوكب المنير في شرح التعريف الصغير".
(٤) - تقدمت الإشارة إلى هذا عند ذكر الكتاب في مؤلفات الداني.
(٥) - قمت بتصوير نسخة منهما عن مخطوطة عتيقة في مجموع للشيخ المقرئ السيد ج محمد أرسموك إمام مسجد أزرو بضواحي مدينة أكادير جزاه الله خيرا، وصورت الثانية عن مصورة للدكتور الحسن وكاك حفظه الله.


الصفحة التالية
Icon