وقد انقلب اسمه على تلميذه عبد الرحمن بن خلدون فقال في تاريخه في سياق حديثه عن دخول أبي الحسن المريني تونس :"وممن حضر معه بأفريقية أبو عبد الله محمد بن أحمد الزواوي(١) شيخ القراء بالمغرب أخذ العلم والعربية عن مشيخة فاس، وروى عن الرحالة أبي عبد الله بن رشيد، وكان إماما في القراءات وصاحب ملكة فيها لا يجارى، وله مع ذلك صوت من مزامير آل داود، وكان يصلي بالسلطان التراويح، ويقرأ عليه بعض الأحيان حزبه"(٢). وذكره في كتابه "التعريف بابن خلدون "على الصواب فقال :"فممن حضر معه بإفريقية من العلماء شيخنا أبو العباس أحمد بن محمد الزواوي شيخ القراءات بالمغرب... وساق نحوا مما تقدم(٣).
صلته بالأمير أبي الحسن علي بن عثمان يعسوب الدولة المرينية وعالمها :
لعل مما أسهم في شهرة أبي العباس الزواوي وذيوع صيته، تلك الصلة العلمية الوثيقة التي كانت له بالسلطان أبي الحسن المريني، وهي صلة لم تكن تقف عند حدود الإعجاب به أو انتدابه للتعليم والتدريس بحضرته، بل إنها تجاوزت ذلك إلى الصحبة الطويلة الدائمة، ولا سيما بعد موت الشيخ أبي الحسن القرطبي ونظرائه من الأئمة الذين كانت تزدان بهم مجالس السلطان في المناسبات الرسمية.
ولعل صحبة الإمام الزواوي لهذا الأمير كانت منذ عهود التلمذة والأخذ عن المشايخ، لأننا نلاحظ أن عامة من أخذ عنهم كانوا من المتصدرين بفاس أو ممن كانوا يترددون عليها من سبتة وغيرها كابن المرحل وابن رشيد، إلا أنه أدرك من المشايخ من لم يدركهم أبو الحسن، ومنهم ابن المرحل المذكور (ت ٦٩٩) وأبو جعفر بن الزبير (ت ٧٠٨)، ولهذا نجد أبا الحسن المريني المذكور يختاره ليعرض القراءة عليه، كما يختاره لصلاة التراويح.
(٢) -تاريخ ابن خلدون ٧/٣٩٤.
(٣) -التعريف بابن خلدون ٤٥-٤٦.