ولا تحتاج القطعة التمليحية إلى تعليق للتنبيه على الصدى الطيب الذائع الذي خلفه وراءه الزواوي رحمه الله، ولقد انهد بذهابه ركن عظيم في هذا المجال، وإن كان بعض المتأثرين به قد حاولوا السير في هذا المنهاج، وربما كان لهذا صلة بقصة القارئ الذي منع من عقد حلقته التجويدية بالقرويين في سنة ٧٤٩هـ كما أسلفنا، وهي سنة مهلك الأستاذ أبي العباس.
تلك أثارة مما بلغنا عن البلبل الصداح الذي بقي صداه فيمن سيخلفه من أصحابه إتقانا وتحريرا وحذقا وإحسانا
مؤلفاته :
لم أقف على تسمية شيء من مؤلفاته في المصادر ولا في كتب القراءات على الرغم مما ذكره له أبو عبد الله بن مرزوق فيما أسلفنا من قوله :"وله تصانيف في علم القراءات والعربية نظما ونثرا"(١).
ولعل تصانيفه هذه ضاعت أو غرقت معه في النكبة التي ذهب فيها ومن معه من جلة العلماء والقراء، والإشارة الوحيدة التي وقفت عليها ويمكن أن يكون هو المراد بها، قد ساقها كل من أبي زيد ابن القاضي وتلميذه مسعود جموع في شرحيهما على "الدرر اللوامع" لابن بري عند ذكر تسهيل الثانية من الهمزتين المفتوحتين من كلمة لورش فقالا :"وقال سيدي الحسن الدرعي(٢) في شرحه :
"وروي عن أبي يعقوب البدل كما روي عنه التسهيل، قال أبو العباس أحمد الزواوي : وافق أبو يعقوب صاحبيه وزاد البدل، انتهى"(٣).
طريقه في القراءات :
(٢) -من شراح أرجوزة "تفصيل عقد الدرر" لابن غازي سيأتي التعريف به.
(٣) - الفجر الساطع وكذا في الروض الجامع لمسعود جموع في باب الهمز.