فقيه مشهور من أعلام المدرسة الفاسية في الفقه، تصدر لذلك عمره، وكان يدرس بجامع "الأزدع"(١)، وقد ذكر أنه "كان يفتح في مجلسه ما ينيف على ثمانين ديوانا يعرضها حفظا عن ظهر قلب، ولي القضاء بتازة ثم بفاس، "أخذ الفقه عن راشد بن أبي راشد الوليدي-الآنف الذكر في مشيخة أبي الحسن بن سليمان- وانتفع به، وعليه كان اعتماده، وأخذ عن صهره أبي الحسن بن سليمان المذكور، وكانت وفاته سنة ٧١٩ عن سن عالية تقارب مائة وعشرين عاما، وأكثر تآليفه في فقه المذهب، وألف على الشاطبية شرحا سماه "الشعلة" كما تقدم في شروحها(٢).
- ومن أهم أصحابه : أبو عبد الله محمد بن علي بن سليمان السطي، قال في درة الحجال :
"أخذ الفقه عن المقرئ أبي الحسن الصغير الزرويلي التجيبي صاحب "التقاييد" على المدونة.. قال :"وكان حظي المكان عند أبي الحسن المريني والمدرس بحضرته، والمفتي والخطيب في بعض الأوقات، وكان مقبلا على ما يعنيه، مكبا على النظر والقراءات والتقييد، توفي غريقا في أسطول أبي الحسن المريني في ثامن ذي القعدة الحرام سنة ٧٤٩هـ(٣)، وقد أثنى عليه العلامة ابن خلدون في تاريخه ثناء عظيما وذكر ملازمته للسلطان، وتخرجه على أبي الحسن الصغير(٤).
١١- علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن التازي المعروف بابن بري وسيأتي ذكره في أشياخه في العدد التالي بعون الله.
١٢- محمد بن أبي حامد بن إبراهيم الحسنى المكناسي.

(١) -يكتب أحيانا "الأصدع" ويقع في عدوة القرويين ذاخل باب عجيسة (جذوة الإقتباس ٢/٨١ وسلوة الأنفاس ١/١٨٩).
(٢) -ترجمته في الديباج ٢١٢ والجذوة ٢/٤٧٢ ودرة الحجال ٣/٢٤٣-٢٤٤ ترجمة ١٢٦٠ والإستقصاء ٣/١٠٢ وشجرة النور ١/٢١٥ ترجمة ٧٥٧.
(٣) -درة الحجال ٢/١٣٤-١٣٥ ترجمة ٥٩١.
(٤) -تاريخ ابن خلدون ٧/٣٨٩.


الصفحة التالية
Icon