ولم يذكر قراءته على أبي الحسن بن بري، ولعله إنما روى عنه أرجوزته في قراءة نافع كما سيأتي. والذي يهمنا منه هنا قراءته على أبي الحسن بن سليمان سورة البقرة برواية ورش وإجازته له، وتاريخ ذلك كما ذكر ابن الجزري سنة ٧٢٦(١)، أي قبل وفاة الشيخ بقرابة خمس سنوات، ولعله أجازه بعد أن استكمل معرفته بالقراءات، وبقي له فقط رواية ما يتعلق بها من الكتب الأمهات، بالإضافة إلى بعض الكتب العلمية الأخرى، وقد أسند الإمام ابن غازي من مروياته عن شيوخه المتقدمين وغيرهم طائفة من المصنفات في القراءات وغيرها(٢).
٢٠- أبو عمران موسى بن محمد بن موسى بن أحمد الصلحي(٣) المرسي الشهير بابن حدادة الآنف الذكر في أصحاب ابن القصاب، وسيأتي ذكر مشيخته الباقية ومن ضمنهم أبو الحسن بن سليمان في ترجمة صاحبه أبي عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر اللخمي التاليه.
٢١- أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر اللخمي.
ولعل أعظم رجال هذه المدرسة أثرا هذا القارئ الراوية الذي عاش بعد أبي الحسن بن سليمان قرابة سبعين عاما، وقد سماه صاحبه أبو زكريا السراج في فهرسته في جملة شيوخه فقال :
"ومنهم -رضي الله تعالى عنهم- الشيخ المسن الفقيه الأستاذ الجليل المقرئ الراوية المتخلق الصالح الفاضل أبو عبد الله محمد ابن الشيخ التاجر الأجل الأفضل أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر اللخمي".
(٢) - يمكن الرجوع إلىمروياته في القراءات وغيرها في فهرسة ابن غازي في أرقام الصفحات الأتية : ٩٦-٩٨-٩٩-١٠١-١٠٢-١٠٦-١٠٩-١١١-١١٢—٩٣-٩٤.
(٣) - كتبت هذه النسبة بالطاء بدل الصاد في إجازة الوعناني لأبي عبد الله الشرقي الآنفة الذكر، ولعل الصواب ما أثبتناه كما نجده في غاية النهاية ٢/٣٢٢- وكذا ٢/٢٤٦ ترجمة ٣٤٣٠.