"انفرد- أبقاه الله تعالى- بعلو الرواية في قطرنا هذا، وجلس للإقراء بمسجد "درب اللبن" من داخل فاس المحروسة وبغيره، مواظبا على ذلك صابرا محتسبا لله تعالى، وقرأ عليه خلق كثير حتى ضعف سنه وعجز عن الخروج، فأقرأ بداره مدة من ثلاثة أعوام، ثم اشتد ضعفه، فهو الآن يقرئ بعض الأوقات- نفعه الله ونفع به-."
مشيخة أبي عبد الله بن عمر :
قال أبو زكريا السراج :"أخذ عن الشيخ المقرئ أبي الحسن بن سليمان القرطبي-نزيل فاس- وعليه اعتماده، قرأ عليه القرءان العظيم في ختمات كثيرة إفرادا وجمعا، من الطرق الثلاثة : طريق الحافظ أبي عمرو الداني، وطريق الشيخ أبي محمد مكي، وطريق الإمام أبي عبد الله بن شريح، وعرض عليه قصيدة أبي القاسم بن فيره الشاطبي في دولة واحدة، وجميع كتاب "رسالة الشيخ أبي محمد بن أبي زيد"، وسمع عليه جميع "كتاب التيسير" للحافظ أبي عمرو الداني، وجميع "كتاب التجريد الكبير" من تأليفه، وجميع كتاب "السير لابن إسحاق تهذيب ابن هشام، إلا يسيرا منه دخل في الإجازة، وبعض كتاب "الموطأ" لمالك بن أنس رواية يحيى بن يحيى الليثي، وأخذ عنه غير ذلك ولازمه كثيرا، وعمم له الإجازة في كل ما صدر عنه وما يحمله عن جميع أشياخه المسمين في برنامج روايته وفي غيره".
- وعن الشيخ الأستاذ المقرئ المحقق أبي عمران موسى بن محمد بن موسى بن أحمد الصلحي الشهير بابن حدادة(١)، تلا عليه الكتاب العزيز في ختمة واحدة جمعا بين قراءة الأئمة السبعة المشهورين من طريق أبي عمرو الداني وأبي محمد مكي وأبي عبد الله بن شريح، وأجاز له إجازة عامة في جميع ما يحمله وما صدر عنه من تأليف".