فهذان الشيخان الأخيران أعني ابن أبي ريحانة وأحمد بن عمر الجذامي أبو جعفر الشهير بالمضرس ليسا من طبقة شيوخه، وإنما هما من طبقة شيوخ شيوخه، وقد تقدم ذكرهما معا في شيوخ شيخه أبي الحسن بن سليمان، وقد تقدم أن وفاة ابن أبي ريحانة كانت سنة ٦٧٢هـ، فإذا كان هذا التاريخ صجيحا دل على أن ابن عمر لم يأخذ عنه إلا بواسطة أبي الحسن لأنه من مواليد سنة ٧٠٣هـ(١)، يضاف إلى ذلك أن أحمد بن عمر الجذامي المذكور يروي عن إسماعيل بن يحبى أبي الوليد الأزدي العطار شيخ أبي جعفر بن الزبير، ولو كانت لأبي عبد الله بن عمر رواية بالقراءة عن ابن أبي ريحانة وأبي جعفر الجذامي وهما يرويان عن شيوخ شيوخ أبي الحسن بن سليمان، لما احتاج إلى أن يسند القراءة عن أبي الحسن لنزول سنده حينئذ فيها بصورة ملحوظة، ونحن نعلم مقدار حرص أئمة القراءة على العلو في الإسناد.
وننتهي إلى وجوب تعديل ما ذكره ابن الجزري، وذلك بتقدير واسطة بين أبي عبد الله بن عمر وبين ابن أبي ريحانة وأبي جعفر الجذامي المذكورين.
شيخ آخر لأبي عبد الله بن عمر :
وقد جاء في إجازة أبي عبد الله محمد الشريف البوعناني لتلميذه أبي عبد الله محمد الشرقي المجاطي في إسناده لرواية "الشاطبية الكبرى" أنه حدثه بها بسنده إلى أبي وكيل ميمون الفخار عن أبي عبد الله بن عمر " عن الأستاذ المقرئ المحقق أبي العباس أحمد بن عمران بن موسى بن محمد المرسي الشهير بابن حدادة عن شيخه القاضي المقرئ الضابط المسند الراوية أبي جعفر بن الزبير بن إبراهيم (٢)العاصمي الثقفي عن كمال الدين أبي الحسن علي بن شجاع القرشي العباسي عن ناظمها أبي القاسم بن فيره"(٣).
(٢) - كذا في الإجازة المخطوطة، والصواب أحمد بن إبراهيم بن الزبير.
(٣) - إجازة البوعناني لأبي عبد الله محمد الشرقي.