هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو الحسن الشهير بابن بري الرباطي التازي نسبة إلى رباط تازة (١) التسولي الأصل والنجار(٢) من فخد من بربر تازة يقال لهم "بنو لنت"(٣).
انتقل أهله إلى مدينة تازة، وكان مولده بها في حدود الستين وستمائة(٤)، "ونشأ بتازة ب"زقاق الزفانين" منها، واجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة (٥)وعدولها، وانتقل إلى فاس كاتبا سنة ٧٢٤هـ"(٦).
وقد عاصر أبو الحسن بن بري عهد التأسيس من دولة بني مرين، كما أدرك منذ أول شبابه زمنا مهما من عهد فتوة هذه الدولة وشبابها وقوتها، واستفاد من خلال ذلك مما تأثل لها من مظاهر النهضة العمرانية والحضارية والعلمية، مما تجسد في فاس وباقي الحواضر، وعلى الأخص في المنطقة الشمالية التي كانت يومئذ زاخرة بالنشاط العلمي بحكم استفادتها من هجرة علماء الأندلس إليها، واحتكاكها الطويل بالجهات والحواضر الباقية من الأندلس.
مدينة تازة:
(٢) - ذكره مسعود جموع في أول شرحه الآتي على الدرر اللوامع.
(٣) - تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي ٢/١٢.
(٤) - شرح الجادري على الدرر اللوامع نقله عنه ابن القاضي في أول الفجر الساطع على الدرر اللوامع".
(٥) -يراد بالطلبة في الاصطلاح القديم "القراء"، وربما "الفقهاء" "أحيانا"، وهو امتداد لما جرى عليه الموحدون أيام تقسيمهم لرجال العلم إلى طلبة الموحدين " "وطلبة الحضر" كما قدمنا.
(٦) - الرحلة الحجازية لأبي محمد الإسحاقي (مخطوطة القرويين) رقم ١٢٥٩.