وهل الفتح أصل الإمالة لافتقارها لسبب ووجود الفتح عند انتفائه، وجوازه مع الإمالة عند وجوب السبب ولا عكس.
أو كل أصل، لأن الإمالة كما لا تكون إلا لسبب كذلك الفتح، ووجود السبب لا يقتضي الفرعية،
وقال بعضهم الفتح هو الأصل لعدم توقفه على أمر زائد، والإمالة فرع لتوقفها على سبب، وكل ما يمال يجوز فتحه دون العكس.
وينحصر الكلام على الإمالة في بيان: ( أسبابها ووجوهها وفائدتها ومن يميل وما يمال)
أما أسبابها فثمانية:
١ - كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كـ: الناس، والنار، والربا، وكلاهما، ومشكاة
٢ - أو عارضة في بعض الأحوال نحو: طاب، وجاء، و شاء، وزاد، لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع
٣ - أو ياء موجودة في اللفظ نحو: لا ضير، فإن الترقيق قد يسمى إمالة كما سيأتي
٤ - أو انقلاب عنها نحو: رمي
٥ - أو تشبيه بالإنقلاب عنها كألف التأنيث
٦ - أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو: موسى، وعيسى
٧ - أو ما جاوره إمالة، وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو: تراءى، أعني ألفها الأولى، وكذا إمالة نون نأى، وراء رأى.
٨ - أو تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو كـ: ضحى
وكلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء
وقيل في إمالة الضحى والقوى وضحاها ودحاها، إنها لسبب إمالة رؤوس الآي قبل وبعد.
وقد يمال للفرق بين الاسم والفعل والحرف، كما قال سيبويه نحو: حا وطا ويا من فواتح السور لأنها أسماء ما يلفظ بها.
وأما وجوهها
فترجع إلى مناسبة أو إشعار.
فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ وفيما أميل لإمالة غيره،
كأنهم أرادوا إلا أن يكون عمل اللسان ومجاورة النطق بالحرف الممال وبسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد.
والإشعار ثلاثة أقسام:
إشعار" بالأصل، وذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة
وإشعار بما يعرض" في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما طاب وغزا.
وإشعار بالشبه المشعر بالأصل، وذلك إمالة ألف التأنيث" والملحق بها.
وأما فائدتها
فسهولة اللفظ، وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة والانحدار أخف عليه من الارتفاع، ومن فتح فكأنه راعى الأصل، أو كون الفتح أمتن.
وأما من يميل من القراء أقسام
منهم من لم يمل" شيئا، وهم ابن كثير وأبو جعفر
ومنهم من أمال، وهم قسمان: "
....... مقل، وهم: قالون وابن عامر وعاصم ويعقوب"
ومكثر، وهم: ورش"....... وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف


الصفحة التالية
Icon