لأن السامع ينصت للقراءة من أولها فلا يفوته منها شيء لأن التعوذ شعار القراءة وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن يفوته شيء منها. اهـ
وقيده أيضا الإمام ابن الجزري بما إذا جهر القارئ بالقراءة فإن أسرها أسر الاستعاذة
قال:
وكذلك إذا قرأ في الدور ولم يكن في قراءته مبتدئاً فإنه يسر بالتعوذ لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي فإن المعنى الذي من أجله استحب الجهر وهو الإنصات فقد في هذه المواضع.
ويعني بالمواضع ما ذكره أبو شامة ومسئلة من قرأ سرا، ومسئلة من قرأ في الدور
[أوجه التعوذ مع البسملة ]
واعلم أنه يجوز في التعوذ إذا كان مع البسملة أربعة أوجه لجميع القراء:
الأول الوقف عليهما
الثاني الوقف على التعوذ ووصل البسملة بأول القراءة
الثالث وصله بالبسملة والوقف عليها
الرابع وصله بالبسملة مع وصلها بأول القراءة.
وسواء أكانت القراءة أول سورة غير براءة فلا خلاف في البسملة لجميع القراء وإن كانت في أثناء سورة ولو براءة جاز الإتيان بالبسملة وتركها
وعلى تركها، فيجوز الوقف على التعوذ ووصله بالقراءة إلا أن يكون في أول القراءة اسم الجلالة نحو: الله لا إله إلا هو، أو ما فيه ضمير يعود على الله تعالى نحو: إليه يرد علم الساعة فالأولى ألا يوصل لما في ذلك من البشاعة.
وإن عرض للقارئ ما قطع قراءته فإن كان أمرا ضروريا كسعال أو كلام يتعلق بالقراءة فلا يعيد التعوذ. وإن كان أجنبيا ولو ردا لسلام أعاده، وكذا لو قطع القراءة ثم بدا له فعاد إليها.
[البسملة]
فائدة
البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم الله أو إذا كتبها فهي بمعنى القول أو الكتابة، ثم صار حقيقة عرفية في نفس بسم الله الرحمن الرحيم
وهو المراد هنا، وبسمل من باب النحت وهو أن يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة بقصد إيجاز الكلام وهو غير قياسي
ومن المسموع منه : سمعل، إذا قال السلام عليكم
وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله
وهيلل إذا قال لا إله إلا الله
وحمدل إذا قال الحمد لله
وحيعل إذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح
وهو كثير لكنهم مع كثرته يعدونه من العيوب
وقال بعضهم إنه لغة مولدة،
قال الماوردي: يقال لمن بسمل مبسمل وهي لغة مولدة. اهـ
والبسملة ليست من القرآن عند المالكية وآية من كل سورة عند الشافعية، اتفاقا عندهم في أول الفاتحة، وعلى الأصح في غيرها.