ويقول تعالى آمراً نبيّه ﷺ بالدعوة إلى ما أمره به وأنزله عليه وهو القرآن الكريم، وعدم اتباع الأهواء المضلة: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ الشورى: ١٥). في هذه الآية الكريمة أمرٌ من الله تعالى لنبيه ﷺ بالدعوة كما أمره وبينها له في كتابه الكريم، والاستقامة على ذلك، وعدم اتباع الأهواء المنحرفة والضالة.
ومن جملة ما أمره الله تعالى به: الإيمان بالكتب المنزلة على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام السابقين له، وكذلك أمره تعالى بالعدل بين الناس.
كما أمر الله تعالى نبيَّه ﷺ أن ينبّه الناس إلى مسألة هامة ضل فيها كثير من البشر ألا وهي مسألة توحيد الله تعالى فهو سبحانه الإله والرب الذي لا شريك له، ولا ند له، ولا كفو له. ثم أمر الله تعالى نبيَّه ﷺ أن يقول للناس بأن لكل قوم عملهم، وأنه تعالى سوف يجمع الناس ويجازيهم على أعمالهم إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
يقول الحافظ ابن كثير موضحاً تلك المعاني ومركزاً إياها في نقاط محددة:
اشتملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات كل منها منفصلة عن التي قبلها، حكم برأسها، قالوا: ولا نظير لها سوى آية الكرسي، فإنها أيضاً عشر فصول كهذه. وقوله: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ﴾ أي فللذي أوحينا إليك


الصفحة التالية
Icon