ومن أوكد ما يؤمر مستمع القرآن أنه يستمع له وينصت في الصلاة الجهرية إذا قرأ إمامه فإنه مأمور بالإنصات)) (١).
سادساً: الدعوة إليه:
إن من عظيم مظاهر التمسك بالقرآن الكريم الدعوة إليه، وإلى ما تضمنه من العقائد والشرائع والأحكام والآداب والأخلاق وإلى ما حث النظر إليه، والتفكر فيه، وكذا إلى إخباره عن المغيبات وإلى ما كان وإلى ما سيكون، وإلى كل خير تضمّنه كتاب الله تعالى.
فالقرآن العظيم هو الكتاب الوحيد المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من أي وجه من الوجوه كما قال تعالى عنه: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت: ٤٢).
يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره للآية:
((أي: ليس للبطلان إليه سبيل لأنه منزل من رب العالمين ولهذا قال ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ أي: حكيم في أقواله وأفعاله حميد بمعنى محمود، أي: في جميع ما يأمر به وينهى عنه الجميع، محمودة عواقبه وغاياته)) (٢).
وقال السيد محمود الألوسي في إيضاح آخر للآية الكريمة:
((هذه - صفة أخرى لكتاب، وما بين يديه وما خلفه كناية عن جميع الجهات، كالصباح والمساء كناية عن الزمان كله، أي لا يتطرق إليه الباطل من جميع جهاته، وفيه تمثيل لتشبيهه بشخص حمي من جميع جهاته فلا يمكن أعداؤه الوصول إليه لأنه في حصن حصين من حماية الحق المبين، وجوز أن

(١) انظر: تفسير ابن سعدي ٣/١٣٨.
(٢) تفسير ابن كثير ٤/١٠٢.


الصفحة التالية
Icon