ثالثاً: الهداية للتي هي أقوم، والبشارة للمؤمنين، المتبعين لهدي القرآن، المستمسكين به. كما قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾ (الإسراء: ٩).
يقول الشيخ ابن سعدي في تفسيره للآية الكريمة:
يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته، وأنه ﴿يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾
أي: أعدل وأعلى، من العقائد، والأعمال، والأخلاق. فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن، كان أكمل الناس، وأقومهم، وأهداهم في جميع الأمور ﴿وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ﴾ من الواجبات والسنن ﴿أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾ أعده الله لهم في دار كرامته، لا يعلم وصفه إلا هو -سبحانه وتعالى - (١).
رابعاً: كونه شفاء وعافية ورحمة وهدى للمؤمنين. إن التمسك بكتاب الله تعالى حق التمسك يمد المؤمن بالشفاء والعافية وكذلك بالرحمة في الدنيا والآخرة.
ولا ريب أن القرآن الكريم طب القلوب والأبدان، ففيه دواء بإذن الله تعالى، وفيه شفاء وعافية لمن أخلص النيّة، وأحسن القصد، وأعظم الثقة بالله تعالى وبكتابه الكريم.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس: ٥٧).