وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليهوسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات (١). خامساً: حصول الأجر العظيم على قراءة القرآن الكريم.
إن قراءة القرآن الكريم، والمداومة عليها، مطلوبة من كل مسلم ومسلمة كما قال تعالى: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ (المزمل: ٢٠).
ولا ريب أن المؤمن القارئ لكتاب الله تعالى سوف يحصل على الأجر العظيم والخير العميم، وله فضل على من سواه من الناس. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح فيها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن، كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة طعمها مر، ولا ريح لها (٢).
ومما قاله الحافظ ابن حجر في شرحه للحديث: ((وفي الحديث فضيلة حاملي القرآن، وضرب المثل للتقريب للفهم، وأن المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دَلَّ عليه (٣)) ).

(١) صحيح البخاري ٣/٣٤٤ كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذات (رقم ٥٠١٧).
(٢) رواه البخاري في صحيحه ٣/٣٤٥ كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام (رقم ٥٠٢٠).
(٣) فتح الباري، لابن حجر ٨/٦٨٥.


الصفحة التالية
Icon