أعلم أن القدماء لما رأوا همزة الوصل ساقطة من اللفظ وصلاً وضعوا علامة تدل على سقوطها فيه ولكنهم اختلفوا في كيفيتها فذهب أكثر المغاربة إلى جعلها جرة صغيرة هكذا- وجعلوها تابعة لحركة ما قبل ألف الوصل في اللفظ. فإن كان النطق بما قبلها مفتوحا وضعت فوق الألف. نحو قال اَلله. وإن كانت مكسوراً وضعت تحت الألف. نحو: من عند اِلله. وإن كانت مضموما وضعت في وسط الألف نحو نستعين اهدانا. ولم يعتبروا ذلك الحرف الموجود في الخط الساقط في اللفظ وصلا. وخصها بعضهم بألف الوصل التي يمكن الوقف على ما قبلها، واستحسن الداني أن تجعل دارة كهذا ٥ وأن تكون فوق الألف مطلقاً وجعلها بعض المشارقة (الا مقلوبة هكذا ٧) فوق الألف أيضا وبعضهم رأس صاد صغيرة هكذا صـ كذا وعلى هذا جرى عملنا وخصه جماعة بما يمكن الوقف على ما قبله وهو قليل.
وأما علامة الابتداء فالقياس أن تجعل لأن النقط مبنى على الوصل لا على الوقف والابتداء، وهذا مهب الشارقة وعليه عملنا واختار غيرهم جعلها واصطلحوا على أن تكون نقطة خضراء توضع في محل حركة ألف الوصل لو ابتدئ بها. فتجعل أمام الألف في نحو محظوراً انظر. فوقها في نحو قال الله وتحتها في نحو إن ارتبتم وتكون منفصلة في الأنواع الثلاثة وقيل بوصلها في الضم وليس بمشهور. ومن شأنها أن توضع إلا فيما يمكن الابتداء به والوقف على ما قبله كالأمثلة المتقدمة. وأما مالا يمكن الابتداء به والوقف على ما قبله فلا توضع فيه نقطة الابتداء أصلا وذلك عند ستة أحرف يجمعها قولك فكل وتب نحو فالله كالطود لابنه والطور تالله باسم ربك.


الصفحة التالية
Icon