وأما النقل فلما كانت الهمزة المنقولة حركتها تسقط في الوصل وتثبت في الابتداء صارت كهمزة الوصل فجعلت فيه الجرة الدالة على السقوط كما جعلت في همزة الوصل غير أنهم فرقوا بينهما في العبارة فسموا التي في همزة الوصل صلة للمناسبة وأبقوا التي في النقل على اسمها الأصلي الذي هو جرة وحكمها حكم همزة الوصل في الوجود والمحل. والمعتبر أيضا فيما قبلها ما كان منطوقا به فإن نطق به مفتوحا كانت الألف نحو قد أفلح وألم أحسب وفي كبداً يحسب وإن نطق به كانت تحت الألف نحو من إملاق جمعاً إن الإنسان رافعة إذا. وإن نطق به مضموماً كانت في وسط الألف نحو قل أوحى لأي يوم أجلت. ومحل ذلك إذا كانت في وسط الهمزة منفصلة عن الساكن كما في الأمثلة المذكورة. وأما إذا كانت الهمزة متصلة به وذلك في رداء ولام التعريف نحو عادا الأولى والآزفة فلا توضع الجرة أصلا كما ذكره بعض العلماء الفن وبه جرى العمل.
وإذا لم تكن للهمزة صورة كما في حميم آن فتجعل الجرة قبل الألف في المحل الذي تعهد فيه الهمزة في السطر هكذا: حميم-ان رحيم-أشفقتم
(الفصل التاسع)
في إلحاق ما حذف في الرسم
أعلم أن الحروف المحذوفة من رسم المصاحف العثمانية لما كانت غير موجودة وكان اللفظ يقتضي وجودها فيه احتيج من أجل ذلك إلى التنبيه عليها لئلا يثوهم أنها ساقطة خطاً أو لفظاً. وأكثر ما وجد ذلك في حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والياء والواو لكثرتها. وربما كان ذلك في النون الساكنة لشبهها بحروف المد إذ هي حرف صورته كحروف المد.
ثم إن الحذف في حروف العلة إما أن تكون لاجتماع مثلين ألفين أو ياءين أو واوين أو للاختصار أو لوجود عوضه من ياء أو واو.


الصفحة التالية
Icon