(تتمة) جرت عادة كثير من المتأخرين بالتنبيه في هذا الفصل على حكم الياء المتطرفة هل هي معرفة إلى قدام وهو المعبر عنه بالمواقص أو مردودة إلى خلف وهو المعبر عنه بالعقص ولا نص للداني في ذلك. وأما أبو داود فقال في قوله تعالى(فاذكروني أذكركم) أن ياءه في بعض المصاحف وقص وفي بعضها عقص واستحب هو لمن قرأها بالإسكان العقص. وذكرهما أيضا التجيبي واللبيب والبلنسي وغيرهم (وحاصل ما ذكروه) أن الياء ثمانية أقسام: مفتوحة نحو والله ولي المؤمنين ومكسورة نحو الهدى وصورة للهمزة نحو امرئ وزائدة نحو من نباى. والمأخوذ من كلامهم فيها أن المفتوحة والمنقلبة يترجح فيهما الوقص والمضمومة يجوز فيها الأمران والمكسورة والساكنة بنوعيها يترجح في كل منها العقص والمصورة والزائدة يتعين فيهما العقص. اهـ
الفصل الحادي عشر
في أحكام اللام ألف
وهو حرف مركب من حرفين متعانقين-أحدهما الام والآخر ألف وفي أعلاه طرفان وفي أسفله دارة صغيرة وقد ذكر الداني وغيره أن الخليل بن أحمد والأخفش الوسط اختلفا في أي الطرفين هو الألف فقال الخليل هو الأول وقال الأخفش هو الثاني. والمختار عند عامة المغاربة الأول وعندنا الثاني، ويترتب على هذا الخلاف الخلاف على كيفية ضبطه وحاصل ما ذكروا في ذلك يتلخص في أربعة أحكام
(١) حكم الهمزة التي صورت الألف المعانقة للأم نحو: الأرض والأنهر –فعلى مذهب الخليل توضع الهمزة في الطرف الأول وعلى مهذب الأخفش توضع في الطرف الثاني
(٢) حكم المد إن كانت الألف المعانقة مدا نحو لا إله إلا الله فعلى مذهب الخليل توضع المدة فوق الطرف الأول وعلى مذهب الأخفش توضع فوق الطرف الثاني
(٣) حكم الهمزة المتأخرة عن الألف نحو لأملأن وامتلأت ولامه ولاءِيلف فتوضع الهمزة في الطرف الثاني على مذهب الأخفش مراعي في ذلك ماتقدم في باب الهمز


الصفحة التالية
Icon