وقال صاحب فتح الرحمن: بعد ذكره النقول المذكورة أيضا: فما كتبوه بألف كذلك وما كتبوه متصلا فواجب أن يكتب متصلا وما كتبوه منفصلا فواجب أن يكتب منفصلا. وما كتبوه بالتاء فواجب أن يكتب بالتاء، وما كتبوه بالهاء فواجب أن يكتب بالهاء. ومن خالف في ذلك من شئ فقد أثم. اهـ
وقال الأمام ابن الحاج في المدخل: ويتعين عليه(كاتب المصحف)أن يترك ما أحدثه بعض الناس في هذا الزمان وهو أن ينسخ المصحف على غير مرسوم المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة على ما وجد به بخط عثمان بن عفان رضي الله عنه قال الإمام مالك: القرآن يكتب بالكتاب الأول اهـ
وغي شرح الطحاوي. ينبغي لمن أراد كتابة القرآن أن ينظم الكلمات كما هي في مصحف عثمان رضي الله عنه لإجماع الأمة على ذلك. اهـ
وقال القاضي عياض في آخر كتاب الشفاء. وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول_الحمد لله رب العالمين_إلى آخر _قل أعوذ برب الناس. أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وأن جميع ما فيه حق. وأن من نقض حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الإجماع وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا أنه كافر. اهـ وأيده شراحه ومنهم الإمامان الملا على القارئ والشهاب الخفاجي (كلاهما من كبار الحنفية)وقالا بعد قوله أو زاد حرفا، أي كتابة أو قراءه اهـ
ففي كل هذه النقول دلالة جلية على وجوب اتباع الصحابة فيما فعلوه من رسم المصحف الشريف.
وكما لا تجوز مخافة المصحف في القرآن. لا يجوز لأحد أن يطعن في شئ مما رسموه فيها لأنه طعن فى مجمع عليه. ولأن الطعن في الكتابة كالطعن في التلاوة.


الصفحة التالية
Icon