ويشهد له أيضا ما ورد عن مالك رضي الله عنه- من قول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من قراءة النبي ﷺ اهـ وعن علي رضي الله عنه لو وليت لفعلت في المصاحف ما فعل عثمان. وغير ذلك.
وإذا أقر النبي ﷺ على أمر لا سيما إذا كان لا يسد غيره مسده صيره لازما واجبا ولم يوجد رسم يوفي هذا الرسم لتيسير لجميع القراءات. ويجب على كاتب المصحف أيضا أن يعرف الخلافيات المغتفرة وغيرها
والخلافيات المغتفرة هي الكلمات التي تكون رسمين. أحدهما يتأتى معه النطق بما ورد فيها من القراءات مثل الريح فأنها رسمت بألف بعد الياء وبدونها وعلى حذف الألف يتأتى بما ورد فيها من القراءة بحذف الألف وإثباتها
وغير المغفرة هي الكلمات التي تكون ذات رسمين كل منها القراءة مثل قالوا في قوله تعالى. وقالوا أتخذ الله ولدا فأنها رسمت بدون واو قبل القاف في مصحف الشام و واو في غيره
فيتعين على الكاتب أن يرسم لكل قارئ بما يوافق من الخلافيات غير المغتفرة ويجوز له أن يرسم للقارئ بما يخالف قراءته من الخلافيات المغتفرة إذا كان رسمها يحمل وجهه
وهكذا فيما يتعلق بالصورة الرسمية
وأما القط والشكل وما في حكمه من علامات الفواصل والسجدات والأجزاء و الأحزاب وأقسامها والخموس والشعور والمواقف والفواتح والخواتم فقد أختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال (١) الجواز مطلقا
(٢) الكرهة مطلقا(٣) الجواز في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان ومن في حكمهم دون المصاحف الأمهات قد نسب الأمام الداني في المحكم هذه الأقوال إلى أربابها والعمل في وقتنا هذا على الترخيص في ذلك دفعا للالتباس ومنعا للتحريف والخطأ في كلام رب العالمين
المقصد الأول في الرسم
الرسم لغة الأثر ويرادفه الخط والكتابة والزبر والسطر والرقم والرشم بالشين المجمعة وإن غلب الرسم بالسين المهملة على خط المصاحف وينقسم إلى قسمين: قياسي. واصلاحي-


الصفحة التالية
Icon