وقيل: أول من استعملها الحميريون من أهل اليمن. وكانوا يكتبون بحروف متصلة مع بعضها ببعض مختلفة باختلاف مواقعها. وكانوا يسمونها بالمسند لاشتمالها على علامات تفصل الكلمات بعضها ببعض. ثم انتقلت عنهم إلى الحيرة. ثم إلى أهل مكة. وهل المراد باستعمال الحميريين لها أنهم وضعوها أو استعملوها بعد وضع غيرهم لها؟-
(الكتابة العربية وقت الإسلام وبعده)
لما ظهرت أمة الاسلام بمكة كان الذين يكتبون العربية فيها من المسلمين أربعة عشر شخصا وأكثرهم من الصحابة وهم: على بن أبي طالب. وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله. وعثمان وأبان ابنا سعيد بن خالد ابن حذيفة بن عتبة. ويزيد بن أبي سفيان وحاطب بن عمر بن عبد شمس. والعلاء بن الحضرمي. وأبو سلمة بن عبد الاشهل. وعبد الله بن سعد أبي سرح. وحويطب بن عبد العزى. وأبو سفيان بن حرب. وولده معاوية. وجهينم بن الصلت بن مخرمة. ثم لما تمت الهجرة إلى المدينة المنورة ووقعت غزوة بدر أسر الأنصار سبعين قرشيا فجعلوا على كل أسير فداء من المال وعلى كل من عجز عن الافتداء بالمال أن يعلم الكتابة لعشرة من صبيان المدينة ولم يكن الكتابة بها قبلئذ: فبذلك كثرت فيها الكتابة وصارت تنتشر في كل ناحية فتحها الإسلام في حياته ﷺ وبعد وفاته وصار أمراء الإسلام يأخذون في نشرها حتى انتشرت انتشاراً عاما. وتقدمت تقدما تاما. خصوصا بعد أن وضع العلماء لها من القواعد والموازين ما كان سببا قويا لوصولها إلى ما وصلت إليه الآن من جمال الخط وكمال الوضع وحسن التركيب