بلغت عدة كتابه عليه الصلاة والسلام ثلاثة وأربعين أو أربعة وأربعين رجلا على ما في كتب السيرة: منهم أربعة عشر رجلا كانوا يكتبون الوحى وأهمهم: أبو بكر الصديق. وعمر الفاروق. وعثمان بن عفان. وعلى بن أبي طالب. وأبان بن سعيد، وأبي كعب. وارقم بن أبي الأرقم، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع وأبو رافع القبطي (١) وخالد بن سعيد، وخالد بن الوليد. والعلاء بن الحضمي. وزيد بن ثابت. وزاد معهم بعد فتح مكة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.
وأول من كتب الوحى بمكة عبد الله بن أبي سراح لكنه أرتد بعد الهجر وهرب من المدينة إلى مكة. ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح. و أول من كتبه بالمدينة: أبو المنذر ((أبي بن كعب)) رضي الله عنه وكان أكثرهم مداومة على ذلك بعد الهجرة زيد بن ثابت. ثم معاوية بن أبي سفيان بعد فتح مكة.
وكانوا يكتبونه لأنفسهم وللرسول بحضرته ﷺ قبل أن يكثر الورق فيما يجدونه من عسب (٢) السعف. والألواح من أكتاف الغنم وغيرها من العظام الطاهرة والرقاع (٣) واللخاف (٤) وكان القرآن كله مكتوباً في عهده ﷺ لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور
وإنما ترك النبي ﷺ جمعه في موضع واحد لأن الجمع إنما يكون للحفظ خوف النسيان أو خوف الشك في لفظ وكلاهما مأمون بوجوده صلى الله عليه وسلم: أو النسخ كان يرد على بعضه فلو جمعه ثم رفعت التلاوة بعضه لأدى إلى الاختلاف والاختلاط. فحفظه الله تعالى في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ فكان تأليفه في ومن النبوي وجمعه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم
(جمع القرآن في الصحف وسببه)

(١) أي المصري وتخصص القبطية بمن يدين بالنصرانية عرف حادث
(٢) جمع عسب. هو الأصل من جريد النخل
(٣) جمع رقعة بالضم. أي الجلود كرق الغزال
(٤) بوزن كتاب جمع لخفة بفتح اللازم أي الحجارة العريضة البيض التي تشبه الألواح


الصفحة التالية
Icon