في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقعت غزوة اليمامة (١)

(١) سببها- أنه لما أنتقل رسول الله ﷺ إلى الدار الآخرة وولى أبو بكر الخلافة وارتدت قبائل العرب أظهر مسيلمة إلى أبي بكر ما كان سبب هلاكه فجهز إليه أبو بكر فئة من المسلمين ذات بأس شديد وأمر عليها سيف الله خالد بن الوليد فسارت إليه فلما التقت الفئتان استعرت نار الحرب بينهما وتأخر الفتح فمات من المسلمين ألف ومائتان منهم سبعمائة من حملة القرآن فثار البراء بن مالك مع من سلم من المسلمين على مسيلمة وجيشه وجاء نصر الله فانهزموا وتبعهم المسلمون حتى أدخلوهم حديقة فأغلق أصحاب مسيلمة بابها فحمل براء بن مالك درقته وألقى نفسه عليها حتى صار معهم في الحديقة وفتح الباب المسلمين فدخلوا وقتلوا مسيلمة وأصحابه ومات من المشركين زهاء عشرة آلاف فسميت حديقة الموت.
ومسيلمة هو هارون بن حبيب وكنيته أبو ثمامة وهو من قبيلة تسمى بن حنيفة وهو أحد الكاذبين اللذين ادعيا النبوة في زمن النبي ﷺ وهو كذاب اليمامة وكان يزعم أن جبريل يأتيه. وكان يبعث إلى مكة من يخبره بأن أحوال آل رسول الله ﷺ وينقل إليه ما يسمعه من القرآن على جماعته ويقول لهم نزل علىّ هذا القرآن وتسمى فيهم رحمانا فلما تواتر القرآن عن رسول الله ﷺ بطلت دعوة مسيلمة الكذاب فأختلق كلاماً يوهمه قرآناً بزعمه الفاسد فمجت ركاكته الأسماع: ونفرت من بشاعته الطباع. كقوله: والزارعات زرعا. والحاصدات حصدا و الطاحنات طحنا والخابزات خبزاً. والثاردات ثردا. ياضفدع بنت ضفدعين إلى كم تنقنقين لا الماء تدركين ولا الشراب تمنعين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين. وسمع بسورة الفيل فقال: الفيل ما الفيل. وما أدراك ما الفيل. له ذنب وثيل وخرطومك الطويل. إلى غير ذلك من فظيع نزعاته. وشنيع كذباته: والكذب الآخر هو الأسود بن كعب العنسي وهو كذاب صنعاء وكان يزعم أن ملكين يكلمانه أحد السحيق والآخر شريق. (وقد أخرج) البخاري من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى الله إلى المنام أن نفخهما فنفختهما فطاراً. فأولتهما كذابين يخرج بعدي فكان أحدهما العنسي كذاب صنعاء والآخر مسيلمة كذاب اليمامة-


الصفحة التالية
Icon