ثم أن المنون إن كان مما لا يوقف عليه بالألف فإن كان من نوع علامتي الحركة والتنوين توضعان فوقه في حالتي النصب والرفع وتحته في حالة الجر. وأن كان من نوع رحيم. فإنهما توضعان فوقه في حالة الرفع وتحته في حالة الجر وحركته منهما هي التي تليه في التركيب وأما في التتابع فهي السابقة ((وسيأتي بيان ذلك قريباً)) وإن كان مما يوقف عليه بالألف فإن كان من نحو عليماً حكيماً. فقيل أن العلامتين تجعلان معاً على الألف مع انفصالهما عنها. فإن كانتا مركبتين فيحتمل أن تكون العليا هي التنوين ويحتمل أن تكون السفلى. وأما في التتابع فالآخرة بلا ريب. وقيل تجعلان معاً على الحرف الذي قبل الألف. وقيل توضع علامة الحركة على حرفها وعلامة التنوين على الألف. وقيل توضع علامة الحركة على حرفها ثم تعاد مع علامة التنوين فتوضعان معاً على الألف والقول الأول هو الذي عليه نقاط المدينة والكوفة والبصرة واختاره الشيخان وهو مذهب أبي محمد اليزيدي. وعليه عمل المغاربة (١) والقول الثاني هو قول الخليل وسيبويه واختاره جماعة من المشارقة وعليه عملنا (٢) وأما الثالث والرابع فضعيفان

(١) ووجهه كما قال أكبر المؤلفين أن الألف الموقوف عليها لما لم توجد في الوصول خيف أن يتوهم زيادتها في الرسم فوضعت علامة التنوين عليها إشارة إلى أنها مبدلة من التنوين واستدعى التنوين وضع الفتحه معه على الألف لملازمته للحركة بحيث لا يأتي إلا بعدها كما عرفت. فلذلك وضعت العلامتان معاً على الألف
(٢) ووجهه أن الحرف المحرك يستدعي حركته لملازمتها له فلزم تبقية علامة التنوين لها إذ لا يفترقان ورجح الحرف المتحرك جرياً على الأصل وهو بناء الضبط على الوصل. والتمسك بالأصل ما أمكن أولى


الصفحة التالية
Icon