وأما النون الساكنة فإذا لقيها أحد حروف الحلق الستة فحكمها أن يوضع عليها علامة السكون الآتية لأن حكمها عند حروف الحلق الإظهار في اللفظ لبعد مخرجها عن مخرجين لأنها لما كانت يقرعها اللسان في اللفظ جاء الضبط منبهاً على ذلك فصورا سكونها دلالة على قرع اللسان لها لفظاً كما هو الشأن في كل ما يقرعه العضو المعتمد عليه لفظاً، فتصوير السكون هنا بمنزلة التركيب في التنوين ولا فرق في ذلك بين أن تكون النون معهن في كلمة واحدة، نحو: منه وينئون أو كانت هي كلمة وهن في أخرى. نحو: من علم، من غل، ونحو من آمن عند غير ورش ((وأما عنده فهي محركة فمن يضبط على روايته يضبط النون وشبهها بالحركة لا بالسكون)) ويستثنى من هذا الحكم الغين والخاء في قراءة أبي جعفر فحكمهما عندهما عليها كحكمهما عند سائر الحروف الإخفاء حبما يأتي،
وإذا لقيها حرف غير حلقي فحكمهما أن تعرى من علامة السكون لأنها عند غير حروف الحلق لا تكون موجودة في اللفظ وصلا لكونها إما مد غمة أو مقلوبة أو مخفاة فلما كان اللسان لا يقرعها في اللفظ جاء الضبط منبهاً على ذلك فتعريتها من علامة السكون دليل على عدم قرع اللسان لهما كما كان اتباع التنوين قبل هذا دليلا على ذلك، فالتعرية هنا بمنزلة الإتباع في التنوين، وهذا الحكم يشمل حروف الإخفاء متصلة نحو: منك ومن تاب ومنفصلة نحو، أن كان وإن تعجب، وحرف القلب كذلك نحو: منبثاً ومن بعد: وحروف الإدغام المنفصلة خاصة، نحو: من مال الله ومن ناصرين ومن رزق بخلاف المتصلة نحو الدنيا وقنوان لأن النون تظهر حينئذ فلا بد من تصوير سكونها،


الصفحة التالية
Icon