أختلف أئمة الضبط في صورة علامة التشديد ومحلها وشرطها فقال جماعة علامة التشديد شين غير معرفة و لا مجرورة ولا منقوطة وتكون فوق الحرف هكذا الله ربنا. كأنهم أرادوا بذلك شد أو شديد قياسا على ما كان يفعله بعض العرب من الاستغناء بالحرف الأول من الكلمة عن باقيها. وهذا القول هو مذهب الخليل وأصحابه وعيه نقاط المشرق. واختاره أبو داود لمن ينقط بالحركات المأخوذة من الحروف لكون مخترع الجميع واحدا وهو الخليل وبه جرى ملنا لكن لا يكتفى في الحرف المشدد بوضع علامة التشديد المذكورة فقط بل أن يضاف إليها ما يستحقه الحرف من الحركات بلأن يجعل معها واو صغيرة(الضمة) أمام الحرف أو فوقه في الضم. وياء صغيرة مردودة(الكسرة) تحته الكسر. وألف صغيرة مبطوحة(الفتحة) أعلاه الفتح.
واختلف في مكان الفتحة وكذا في مكان الضمة على القول بجعلها فوق الحرف من علامة التشديد المذكورة هل يوضع كل منهما فوقها أو تحتها والذي نص عليه الداني وغيره وبه العمل أنهما يوضعان فوقها، ووجهه أنه لما تواردا مع علامة التشديد على محل واحد وكانت الحركة تدل على شيء واحد وهو التحريك وعلامة التشديد تدل على شيئين التحريك والشد كانت لها مزية استوجبت بها القرب من الحرف، وأما الكسرة وكذا الضمة على القول بجعلها أمام الحرف فلم تتواردا معها على محل واحد، وما ذكره بعضهم من وضع الكسرة فوق الحرف وتحت علامة التشديد ضعيف.
وقال آخرون علامة التشديد دال توضع قائمة الجناحين فوق الحرف إن كان مفتوحا ومنكسة إلى أسفل أمامه إن كان مضموما وتحته إن كان مكسورا. وأرادوا بذلك ثلثي الكلمة وهو في حكم الكل فكأنها هي الفظة كلها، وهذا القول لبعض نقاط المدينة المنورة وتبعهم عليه نقاط الأندلس واختاره الداني، واختلفوا في حكم حركة الحرف المشدد مع هذه العلامة على ثلاثة أقوال.


الصفحة التالية
Icon