ومن ثم فليس هناك تناقض ولا تعارض بين الآيات المبكرة والمتأخرة كما يزعم الكاتب، الذي يحاول هنا أن يشكك في دور جبريل عليه السلام، الطرف الثاني من القضية.
وينتقل الكاتب بعد ذلك ليقول "في أول سورة مدنية مبكرة - وهي سورة البقرة (الآية ٩٧) يشار إلى وسيط الوحي لأول مرة في القرآن على أنه جبريل. وبناء على هذه الآية وعدد من الأحاديث النبوية فإن المفسرين حددوا الروح في الأجزاء المبكرة بأنه جبريل، ووضعوه منذ بداية منصب محمد كوسيط للتنزيل".
وكما أن جبريل، وعلى عكس المعتقد السائد، لم يعرف أبداً في القرآن على أنه واحد من الملائكة، كما لم يذكر أن الملائكة وسطاء للتنزيل، والسورة ١٦ آية ٢ هي الأقرب في هذا الصدد".
ونقول: لقد ذكرت صفات الملك الذي يبلغ الوحي في ما نزل في الفترة المكية الأولى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ (التكوير ١٩-٢١)، ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى﴾ (النجم: ٥، ٦) إلى غير ذلك من الآيات التي تبين شخصية هذا الملك ذي القوة العلوية العالمة التي توحي إلى النبي علماً، وتبلغه رسالة ربه. والنبي يعرفه ويراه: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ (النجم: ١٠، ١١) ن ويناديه باسمه جبريل كما ورد في حديث الإسراء والمعراج، فلم تكن بالنبي والمسلمين حاجة إلى النص على هذا الاسم في القرآن. وما نزلت الآية التي يشير إليها كاتب المقال من سورة البقرة (٩٧) :{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً


الصفحة التالية
Icon