لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين"وتبدو التهمة هنا أيضاً غير منكورة. وهنا إصرار على أن الصياغة الحقيقية للقرآن لا تأتي من المعلم.
والكاتب يشير هنا إلى ما زعمه كفار قريش من أن رجلاً أعجمياً كان بين أظهرهم يبيع عند الصفا، وربما كان النبي - ﷺ - يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء وكان أعجمي اللسان لا يعرف العربية، أو كان لا يعرف منها إلا القدر اليسير، فزعموا أنه يعلم النبي، فأنزل الله هذه الآية التي تبين أن الكفار يعرفون قيمة القرآن وإعجازه، فكيف يمكنهم أن يزعموا ان أعجمياً يعلم محمداً هذا الكتاب؟ فإن كان قادراً عليه فليظهرن به لنفسه.
يقول الأستاذ سيد قطب في "ظلال القرآن" "وحتى الماديون الملحدون في روسيا الشيوعية، عند ما أرادوا أن يطعنوا في هذا الدين في مؤتمر المستشرقين عام ١٩٥٤ كانت دعواهم أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عمل فرد واحد - هو محمد - بل من عمل جماعة كبيرة. وأنه لا يمكن أن يكون قد كتب في الجزيرة العربية بل إن بعض أجزائه كتب خارجها. فكيف كان يمكن - وهذا رأي جماعة من العلماء في القرن العشرين - أن يعلمه بشر لسانه أعجمي عبد لبني فلان في الجزيرة؟ (١)