عن طريق مقارنة المعاني والألفاظ بعضها ببعض أن يصرف النظر ويتغاضى عن هذه النصوص التي تعين الباحث عن الحق على الوصول إليه من أقرب طريق ولا سيما وأنه قد قرأ هذه النصوص نفسها ويستشهد بها بعد قليل.
ولا شك أن الكاتب قد خرج على المنهج الذي اعتمده بنفسه لهدف يسعى إليه، بل خرج على كل منهج علمي معترف به في الدراسة حين زعم أن النبي ﷺ قد جهد للحصول على معلومات من التوراة، وهذا ما لم يرد في أي مصدر من المصادر، وقد عجز الكاتب عن ذكر مصدر يستند إليه في نقل هذا الخبر المكذوب، فتركه دون سند.
وأخيراً ها هو ذا يعلن عن النتيجة التي ظل يضمرها ويتحايل بكل حيلة كانت غير معقولة ولا مقبولة ويلبس لها مسوحاً زائفة من العلم والدراسة النقدية يدلس لها على الناس ويفتري بها على الدين وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قدم لتلك النتيجة مستشهداً بآيات لم يذكرها وإنما أشار إلى موضعها فحسب لكي يوهم بأنه إنما يتقدم بخطى علمية واثقة نحو الحقيقة التي اطمأن إليها، مع أن النتيجة لا تتصل بالمقدمة من قريب أو بعيد.
يقول: وهناك أجزاء (سور) تتهم اليهود بأنهم يكتبون أجزاء بأنفسهم ويقولون: هذا من عند الله". انظر أيضاً البقرة ٧٧، ١٤٠، ١٧٤، آل عمران ٧١، المائدة ١٥. (١) وفي تلك الأجزاء (السور) لا نجد صعوبة في أن نرى

(١) يشير إلى الآيات الكريمة أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون " البقرة ٧٧، (… ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله..) ١٤٠، (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً) ١٧٤، (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق…) آل عمران ٧١. (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب..) المائدة ١٥.


الصفحة التالية
Icon