محمداً يتلقى قصصاً ومعلومات أخرى من معلمين مختلفين، بمن فيهم اليهود والنصارى، ثم إنه في لحظات الوحي ينقح المادة، ويحيلها على صيغتها القرآنية. ومثل هذا الرأي، مع أنه يخالف المعتقد المألوف اليوم لا يتضارب مع بعض الأخبار الموجودة في مجموعات "الحديث" وغيرها من المصادر الإسلامية المبكرة".
إذاً هذا ما كان يحشد نفسه له منذ البداية غير عابئ بالأصول العلمية ولا المبادئ النقدية المرعية، ولا بأولويات الحيدة والتجرد العلمي بهدف الوصول إلى الحقيقة، بل يحاول أن يلوي عنق الحقائق لكي يصل إلى القول بأن محمداً ﷺ هو الذي ألف القرآن. وإذا تذرعنا بالصبر وتوقفنا قليلاً عند هذه النتيجة التي انتهى إليها نقول: إنه لا الآيات التي أشار إليها ولا مجموعات الحديث بل ولا المصادر الإسلامية المبكرة تشتمل من قريب أو بعيد على شيء مما يقول، وإلا كان قد أتى بدليل عليه من الحديث النبوي الشريف أو المصادر الإسلامية المبكرة.
ثم يقول: "في الفترة المكية المتأخرة والمدنية المبكرة قيل إن محمداً قد تم تحديه لكي يخرج للناس كتاباً يمكنهم قراءته بأنفسهم (٩٣: ١٧) وأن أتباعه شكوا بأنه ليس لهم كتاب مقدس كاليهود والنصارى (١٥٥: ٦).
وما يقوله الكاتب هنا ليس إلا سلسلة من الأغلاط ينبغي تصحيحها وفقاً للمنهج النقدي الذي يتبعه الكاتب نفسه، فهو يشير إلى الآيات الكريمة من سورة الإسراء (وهي مكية وليست بمدنية) (١) ٩١ – ٩٣ {وَقَالُوا لَنْ